29 May 2007

الموت

قدر لنا ألا نعيش الحزن في حينه فنبقي فاقدي الوعي زاهلين عن تلك الأحداث الباكية الى أن تنتهي
وبعدها تسترد الوعي بعد زهول ليته يدوم فتسترد معه الكآبة
تدخل دارا كان يسكنها حبيب
تبحث عنه ؟
فتغوص في بئر من الأحزان ويقطر قلبك دما أسودا بلون الحداد تسأل أين؟ ومتي؟ وكيف ؟ فتتوه تساؤلاتك في غياهب النفس وبين ضلالاتها تسبح .. فتلجأ للعقل تلتمس الراحة والركون لقوة ما فكأنك تستجير من الرمداء بالنار عندها تبدأ إنحداراَ مخيفا تأخذ أعراضه فى الظهور تباعا وكانك تصارع مرضاَ خبيثاَ ومطموس المعالم تكفل بأن يرديك ولا يبقي منك على شئ
تحاول
أن تجد السلوى وتبحث
....
الموت مصيبته الفراق في ظاهره الرحمة احيانا كخلاص لعذاب حياة وبه تتجسد القسوة في عزلة بين الرفاق
من تكون أنت بغير هؤلاء؟
لقد كانوا يمنون علي بالقليل ولكنه لندرته يستحيل بفقده الى كثير وكثير جدا
فلله الأمر من قبل ومن بعد
وله الحمد على كل حال
...............................
من داخل القبر إرتسم على وجهها اطمئنان عجيب يتنافي بقوة مع مكان بشع كهذا فماله هادئ القسمات وكأنه وجه طفلة تنام بأحضان أم؟
عجبا رأيت ولن أنسي كيف إستحالت تجاعيد السنين صفاءا غير مشوب
وكيف انمحت آلام الزمن والمرض بمجرد الموت
المكان مخيف ولكن وجهها يقول إني مطمئنه مستريحه هنا فاتركوني في هدوئي
؟؟؟؟
..........
لا أحد هنا
لا أحد يستطيع
لكني محتاج لأحد
الملاح التائه
29/5/2007

18 May 2007

الحياة




كان ويؤسفني أنه كان ، كان ملئ فؤادي وشوق عيوني إذا خلا الفؤاد أو ضاقت الأعين بالملأ أو تاقت نفسي لدعوى الحنان المطلق والحب اللا محدود


هكذا كان وهكذا كانت حياتي متنعما فى ظل عطفه وحبه المتسم بالإخلاص والنابع من الفطرة ، جاد بحبه عن طيب خاطر مختصا إياي دون سواى من الأحفاد .. وهم كثر بحب خاص وتمييز ملحوظ قد يكون مصدره غياب الأب وإنشغال الأم المهم أنه .. كان



إنطبع حبه بداخل قلبي وكأني مخلوق به فلم يكن بشئ مكتسب أو مبني بتقدم الإحساس والشعور عبر الزمن حب بالفطرة وشوق بالإرتجال



عن طفولتي يحكون كيف كان يختصني بالجلوس معه دون أن يضيق بعبثي الطفولي مثل بقية الأحفاد وكيف كان يقبل بسرور تناولي الطعام معه غير عابئ بما قد يصدر مني مما هو متوقع من طفل مثلي ، ويحكون كيف رد علي سؤال زائرة عندما قالت أي إنسان تضمه هذه الدار إستحوز على قلبك وحبك أكثر ؟ ففضلني عن كل من بالدار من زوجة وأولاد وأحفاد ذكوراَ وإناثاَ


أن هذا الشيخ أغدق علي من الحب والحنان ما ضن علي به كثيرون ممن هم أهل لذلك ، هذا الشيخ تجسدت فيه هذه الكلمات ( الحب ، الإيمان ، الرضى ، الصفاء ) تجسدت وترائت لعيني كما تترائي لذوي العقول المنطقي من الأفكار وكما تترائي لذوي القلوب أطيب المشاعر والأحاسيس



ومنه تعلمت الحياة بطابعها الخير ومن منظورها الصافي الرائق ، علمني معني الرضى ومعنى الإبتسام وبشاشة الوجه علمني كم نحن صغار أمام الله وتعلمت من حياته الطويله وسيرته الطيبه أن الدنيا جميله وزهيده ولا تساوي أيضا فعشها مراعياَ ذلك التوازن بين إشباع الروح والجسد وبين حب الذات وحب خالقها ولتكن أنت الرابح ، تزود قبل أن ترحل بأعمال طيبه تجعل الناس يذكرونك بالخير ويدعون لك بالرحمه وأد دورك فيها بإخلاص دون تكدير صفو وتعكير مزاج والله من بعد ذلك غفور رحيم



تدين الرجل لم يكن زهدا في الحياة وإنما حبا فيها وتعلقه بالمسجد مقيما لفروض الحق خمس مرات بلا كسل ولا توان رغبة صادقة فى الله وحده وختمه للقرآن الكريم كل ثلاثة أيام حبا مخلصا للكتاب الذي لازمه زمنا وإستمتع به أيما إستمتاع ..... حتى كانت النهاية



في هدوء جليل أجدني أقترب فيما يشبه الحلم وألثم الجبين الناصع وأتحسس هذه اللحية البيضاء الناصعه وأدنو من قلبه مترقبا إلتفاف زراعيه حول عنقي ، أن يضمني بحنانه المعهود اللى صدره منتزعاَ منه كل البؤس إن وجد بعضه ، ولكن لم يحدث شئ من هذا فما تراه على وجهه من بشاشة وما إرتسم على شفتيه من إبتسامة وادعه هي إبتسامة الوداع يا فتي



نعم إبتسامة الوداع وسرور لقاء الإله بعد حياة طابت للعبد والمعبود



إبكي كما تشاء وكيفما تشاء فلن تعيد العهد اللذي مضى .. فمنذ الآن لن تلتقيا وجها لوجه فتقبل يده وتجلس الى جوارة متمتعا بعطفه مستظلا بحبه


فالتلقاه عند القبر إذن يفصل بينكم عالم من الغموض



وإسبح بخيال الطفل لتصطفي لحبيبك مكاناَ ليس باللذي هو فيه بل مكانا خليقا بان يكون فيه الأحباب هانئين منعمين في المسرات
.................


للماضي سحره الآثر وللمستقبل بريقه اللامع وبين كليهما شرود المقل بين السحر والبريق


الخلود كما الكمال صفة الله وحلم الإنسان و أنا الشاهد


وكذلك أنت


..........

13 May 2007

الحياة ..الحذر ..الأنانيه


يصيبنا الضجر والملل أحيانا فنضيق بالحياة ومن فيها نبحث عن ملاذ نلجأ اليه يحتوينا ، يحنوا علينا ، يمسح على جباهنا بحب ، ويطيب قلوبنا ببراعة لا يملكها إلا هو ولا يجيدها أحد سواه

بلمسة سحرية تتبدل أشياء من النقيض الى النقيض والأخير أجمل والأول إستثناء واجب الزوال


وككل الأشياء الجميلة الجديرة بالتقديس والإكبار والتي اعتدناها بالجوار والتلازم نظن فى لحظات التيه أنها ككل الأشياء ، ونجدها قد غدت مما اعتدناه فى الحياة من أشياء تكراريه روتينيه .. وبعض الظن إثم

وقديما قالوا أن التطرف في وقته عظيم إذ أنه يمنع الإعتدال من أن يغدو عادة ممله

وهو -التطرف- مثل كثير من الإستثناءات من الحوادث في حياتنا وهي - الحوادث ـ مثله كذلك في وقتها عظيمة الأثر فلولاها ما لمسنا قدر حبنا لملاذنا من البشر وقيمتهم الجليلة في حياتنا


أدعي هنا أننا يجب أن نحترم الهموم والأحزان التى تظهر لنا ضعفنا وإحتياجنا الدائم لمن نحب
عن هؤلاء البشر ممن ظننت أن بين وجودهم وعدمه لا يلمس اختلاف ... ظن إثم
سيكون كلامنا
الحياة .. الحذر ..الأنانيه
ترى هل وفقت فى اختيار العنوان أم كان يجدر أن اقول اللذين يحبونني ؟
لا زالت عبارته تتردد فى أذني
جميل أن نحب ولكن الأجمل أن نجد من يحبنا
وأؤمن بقوله ايضاً
اللذين يحبونني علموني الحياة واللذين يكرهونني علموني الحذر واللذين لا يبالون علموني الأنانيه
................






03 May 2007

عند الساقية: الأخيرة



هلت بشائر الصيف وعادت أيام إنتظرناها طويلا فجمال الجو بهذا الفصل ليلا يسكرنا بنسيمه الطيب ونحن نخترق الطريق بين الحقول الخضراء خفاف الملبس منتشين طربين ساهرين حتي الصباح كعادتنا في كل صيف نصلي الفجر ثم نتلمس طريق العودة وقد نستمد الوقت لما بعد الفجر بساعة متنزهين نهتدي بخيوط الضوء البكر مستمتعين بهواء طيب الأثر في تلك الساعه
هذة المرة كان لنا رفيق ثالث تمنينا رفقته طويلا ، سيبقي معنا ساعة أو أكثر قليلا ثم يتركنا نتذكر قولة طربين مسرورين ، وكعادتها التي لا تنقطع في تمام الحادية عشرة كانت متأهبة لتسمعنا ، ليس مهما ماذا ستسمعنا فكلامها كله بلا استثناء له في قلوبنا قيمة وله أيضا ذكري فحيثما اتفق القول سنجده بين ما احتوت الذكريات
نغلق آذاننا حتي ينتهي المقدم من اذاعة اسم الأغنية التي ستشدوا بها ثومه
ثم نستقبل بقلب مشتاق أولى المقاطع الموسيقيه ويبدأ السباق لمعرفة اسم الأغنية وبحكم الكم المتراكم في العقل من الأفكار وما يسبقها لا نهتدي لإسم الأغنية الا قبل النطق بأول كلمة فى الكوبليه بثوان معدوده بعدها يبدأ السباق الآخر والأسهل من سابقه عن اسم المؤلف والملحن ثم نسكن في جلستنا في نشوة الطرب العلوية وكل يغني علي ليلاه
أنساك دا كلام ؟
أنساك .... يا سلام؟
أهو ده اللى مش ممكن أبداً ولا أفكر فيه أبداً
دا مستحيل
قلبي يميل
ويحب يوم غيرك أبداً
أهو دا اللي مش ممكن أبدا

اللـــــــــــــــــــــــــه عليكي يا ثومه
ده الغني اللى يتسمع
شوف المزيكا مافيش غلطه
أنا أؤكدلك إن السبب الرئيسي فى انحطاط الأغاني هو اللحن الجميل المفقود
الكلمات الحلوة موجوده
والأصوات الجميله كتير
انما الألحان ماعادش فيه جمل موسيقيه فى روعة زمان
اسمع وأنت ساكت
آآآآآآه يبقي سرحت في اللي بالي بالك وموش عاوز تتكلم
أنا أنسي جفاك وعذابي معاك ما أنساش حبك ( يتغني بها متمايلا طربا ) آخر كوبليه هو أجمل كوبليه في الأغنيه
ما قولنا اسمع وأنت ساكت بلاش غلاسه

................

كيف أنساك ؟ وقد كنت لي يوما أمل الدنيا ودنيا أملي كما تقول أم كلثوم أتراك الآن تظن أني أستطيع أن أنسي عهداً نعمت فيه بحبك

قلت لك ذات يوم أني أقوي من أي صدمة ولست أنا من يحزن لصد أنثي وغباء إمرأة ، لا تغضب يا حبيبي فما تخيلت أن بضاعتي قد يزهد فيها أحد فأنا أعلم كم هي ثمينه خليقة بأن تٌقدر وتقابل بالحمد ، وخليق بمن يزهدها أو قليل أن يوصف بالغباء لكني ألتمس العذر للحمقي ، تراني بعد هذا السيل من الكبر حقا أستطيع أن أنساك ؟

الصدق أني لم انساك فقط نسيت عهد الصدق ذاته : نسيت الصدق مع المرأة وتعلمت الدرس ، هي لا تحب الصدق مطلقا لذا علينا أن نصدق ما كتبه انيس منصور ( كذبة واحدة نهاية ما بين رجلين ، بداية ما بين رجل وإمرأة ) هي الصواب ( إكذب إكذب واستدع الكثير من الكذب لتنفق به علي أية إمرأة ) فليس في عالمها صدق من أي نوع زينتها تزييف للحقيقه كلامها محاولة للكذب، آه لو أننا نستطيع أن نعيش بدونها ؟

وكيف تكون الحياة بدونها ؟ ستكون حتما كارثة وتعاسة أبدية

...................

كان لك معايا

أجمل حكاية

في العمر كله

سنين بحالها

ما فات جمالها

على حب قبله

سنين ومرت زي الثواني ... في حبك أنت

وإن كنت أقدر أحب تاني ............ أحبك أنت

كل العواطف الحلوة بينا

كانت معانا حتى فـ خصامنا

وإزاي تقول انساك وأتحول وأنا حبي لك أكتر مـ الأول

وأحب تاني ليه؟

وأعمل في حبك ايه؟

ده مستحيل قلبي يميل ويحب يوم غيرك أبدا

اهو دا اللى موش ممكن أبدا

........

إنك تحب أغاني ثومه لازم تكون من العاشقين لأن كل أغنية بتوصف حالة من حالات العشق والحب وهيمان القلب أيا كان الشخص أو الشئ اللى بتحبه

عارف سر التوليفه الخطيرة دي سببها ايه ؟ إن الأغاني دي اتعملت في جو كله حب رامي مثلا حبه لثومه خلاه يطلع أحلى كلام والسنباطي حبه لفنه خلاه أبدع فيه ، الحب سر كل نجاح

وسر كل فشل برضه

هههههههههههههههه

بس الغريب إننا ما بنملش زي كتير من اللى في سننا من طول الأغنيه وبطء الريتم وتكرار الكوبليهات قليلين قوى اللى بيسمعوا الست

الناس فيما يعشقون مذاهب

مرة كنت باتفرج على حفلة من حفلاتها فى التليفزيون والصورة على الجمهور طبعا معروف إن اللى كانوا بيحضروا حفلات الست ناس من طبقات عاليه ، المهم واحد محترم زيك كده طلع سيجارة وولعها ولاقيتلك مراته ايدها راحت على السيجارة وخطفتها من بين شفايفه على شفايف أحلي منها بمراحل، طبعا ما ينفعش يسكت ، صاحبنا قام مطلع العلبه ورش على الستات اللى جنب مراته وولع لنفسه ورفع منديله في هوجة التسقيف للست وعظمه على عظمه على عظمه ياست

وشوفت فى حفلة باريس لما طلع واحد على المسرح يبوس رجليها

الناس كانت مغرمه بيها جداً

زمان كان حلو في كل حاجه

قول للزمان إرجع يا زمان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمت