29 June 2008

أحببت فيها كل شئ



أحببتُ فيها كلَّ شيءْ
الحبَّ ، والأحلامَ ، والقلبَ الوفي
مازالَ يَجمعُنا معًا
هذا الجنونُ حبيبتي
سيظلُّ يَجمعُنا معًا
شيءٌ خَفي
يا أجملَ الأحلامِ في عُمري
ويا عطرًا يَفوحُ بأحرُفي
قد تَختَفي هذي الجبالُ
وتختفي هذي البُحورُ
ويختفي كلُّ الوجودِ بأعيُني
لكنَّ حبَّكِ مستحيلٌ يَختفي
لو أنَّ مِلكي في الوجودِ بأسرِهِ
عيناكِ ..
واللهِ العظيمِ سأكتفي

23 June 2008

وأنت الحقيقة لو تعلمين




يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو يعلمون
لأنك عندي زمان قديم
أفراح عمر وذكرى جنون
وسافرت أبحث في كل وجه
فألقاك ضوءا بكل العيون
يهون مع البعد جرح الأماني
ولكن حبك لا.. لا يهون
* * *
أحبك بيتا تواريت فيه
وقد ضقت يوما بقهر السنين
تناثرت بعدك في كل بيت
خداع الأماني وزيف الحنين
كهوف من الزيف ضمت فؤادي
وآه من الزيف لو تعلمين
* * *
لماذا رجعت زمانا توارى
وخلف فينا الأسى والعذاب
بقاياي في كل بيت تنادي
قصاصات عمري على كل باب
فأصبحت أحمل قلبا عجوزا
قليل الأماني كثير العتاب
* * *
لماذا رجعت وقد صرت لحنا
يطوف على الأرض بين السحاب؟
لماذا رجعت وقد صرت ذكرى
ودنيا من النور تؤوي الحيارى
وأرضا تلاشى عليها المكان؟
لماذا رجعت وقد صرت لحنا
ونهرا من الطهر ينساب فينا
يطهر فينا خطايا الزمان؟
فهل تقبلين قيود الزمان؟
وهل تقبلين كهوف المكان؟
أحبك عمرا نقي الضمير
إذا ضلل الزيف وجه الحياة
* * *
أحبك فجرا عنيد الضياء
إذا ما تهاوت قلاع النجاة
ولو دمر الزيف عشق القلوب
لما عاش في القلب عشق سواه
دعيني مع الزيف وحدي وسيفي
وتبقين أنت المنار البعيد
وتبقين رغم زحام الهموم
طهارة أمسي وبيتي الوحيد
أعود إليك إذا ضاق صدري
وأسقاني الدهر ما لا أريد
أطوف بعمري على كل بيت
أبيع الليالي بسعر زهيد
لقد عشت أشدو الهوى للحيارى
و بين ضلوعي يئن الحنين
وقد استكين لقهر الحياة
ولكن حبك لا يستكين
يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو تعلمين

فاروق جويدة

14 June 2008

الظل والصليب


هذا زمان السأم
نفخ الأراجيل سأم
دبيب فخذ امرأة ما بين أليتيّ رجل ..
سأم
لا عمق للألم
لأنه كالزيت فوق صفحة السأم
لا طعم للندم
لأنه لا يحملون الوزر إلا لحظة ..
… ويهبط السأم
يغسلهم من رأسهم إلى القدم
طهارة بيضاء تنبت القبور في مغاور الندم
نفن فيها جثث الأفكار و الأحزان ، من ترابها ..
يقوم هيكل الإنسان
إنسان هذا العصر و الأوان
أنا رجعت من بحار الفكر دون فكر
قابلني الفكر ، ولكني رجعت دون فكر
أنا رجعت من بحار الموت دون موت
حين أتاني الموت، لم يجد لديّ ما يميته،
وعدت دون موت

أنا الذي أحيا بلا أبعاد
أنا الذي أحيا بلا آماد
أنا الذي أحيا بلا ظل .. ولا صليب
الظل لص يسرق السعادة
ومن يعش بظله يمشي إلى الصليب، في نهاية الطريق
يصلبه حزنه، تسمل عيناه بلا بريق
يا شجر الصفصاف : إن ألف غصن من غصونك الكثيفه
تنبت في الصحراء لو سكبت دمعتين
تصلبني يا شجر الصفصاف لو فكرت
تصلبني يا شجر الصفصاف لو ذكرت
تصلبني يا شجر الصفصاف لو حملت ظلي فوق كتفي، وانطلقت
و انكسرت
أو انتصرت
إنسان هذا العصر سيد الحياه
لأنه يعيشها سأم
يزني بها سأم
يموتها سأم
2
قلتم لي :
لا تدسس أنفك فيما يعني جارك
لكني أسألكم أن تعطوني أنفي
وجهي في مرآتي مجدوع الأنف
3
ملاحنا ينتف شعر الذقن في جنون
يدعو اله النقمة المجنون أن يلين قلبه، ولا يلين
(ينشده أبناءه و أهله الأدنين، و الوسادة التي لوى عليها فخذ زوجه، أولدها محمداً وأحمداً وسيدا
وخضرة البكر التي لم يفترع حجابها انس ولا شيطان)
(يدعو اله النعمة الأمين أن يرعاه حتى يقضي الصلاة،
حتى يؤتى الزكاة، حتى ينحر القربان، حتى يبتني بحر ماله كنيسة ومسجداً وخان)
للفقراء التاعسين من صعاليك الزمان
ملاحنا يلوي أصابعاً خطاطيف على المجداف و السكان
ملاحنا هوى إلى قاع السفين ، واستكان
وجاش بالبكا بلا دمع .. بلا لسان
ملاحنا مات قبيل الموت، حين ودع الأصحاب
.. والأحباب و الزمان و المكان

عادت إلى قمقمها حياته، وانكمشت أعضاؤه، ومال
ومد جسمه على خط الزوال
يا شيخنا الملاح ..
.. قلبك الجريء كان ثابتاً فما له استطير
أشار بالأصابع الملوية الأعناق نحو المشرق البعيد
ثم قال :
- هذي جبال الملح و القصدير
فكل مركب تجيئها تدور
تحطمها الصخور
وانكبتا .. ندنو من المحظور، لن يفلتنا المحظور
- هذي إذن جبال الملح و القصدير
وافرحا .. نعيش في مشارف المحظور
نموت بعد أن نذوق لحظة الرعب المرير و التوقع المرير
وبعد آلاف الليالي من زماننا الضرير
مضت ثقيلات الخطى على عصا التدبر البصير
ملاحنا أسلم سؤر الروح قبل أن نلامس الجبل
وطار قلبه من الوجل
كان سليم الجسم دون جرح، دون خدش، دون دم
حين هوت جبالنا بجسمه الضئيل نحو القاع
ولم يعش لينتصر
ولم يعش لينهزم
ملاح هذا العصر سيد البحار
لأنه يعيش دون أن يريق نقطة من دم
لأنه يموت قبل أن يصارع التيار
4
هذا زمن الحق الضائع
لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
فتحسس رأسك
فتحسس رأسك!

09 June 2008

أغنية




و حين أعود للبيت
و حيدا فارغا ، إلّا من الوحدة
يداي بغير أمتعة ، و قلبي دونما ورده
فقد وزعت ورداتي
على البؤساء منذ الصبح ... ورداتي
و صارعت الذئاب ، وعدت للبيت
بلا رنّات ضحكة حلوة البيت
بغير حفيف قلبها
بغير رفيف لمستها
بغير سؤالها عني ، و عن أخباري مأساتي
وحيدا أصنع القهوة
و حيدا أشرب القهوة
فأخسر من حياتي ...
أخسر النشوة
رفاقي ها هنا المصباح و الأشعار ، و الوحده
و بعض سجائر .. و جرائد كالليل مسودّة
و حين أعود للبيت
أحسن بوحشة البيت
و أخسر من حياتي كل ورداتي
وسرّ النبع.. نبع الضوء في أعماق مأساتي
و أختزن العذاب لأنني وحدي
بدون حنان كفيك
بدون ربيع عينيك ! ...


محمود درويش

08 June 2008

هيّ




....
هي امرأةٌ
لأهلِ العشقِ في شتَّى مذاهبِهِمْ
وأهلُ العشقِ يَعترضونْ
فكيفَ نُحاسبُ العشاقَ
في شَتَّى مذاهبِهِمْ
وهُمْ في العشقِ مُختلفونْ ؟
فكلُّ مُتَيَّمٍ مَذهَبْ
وكلُّ حَبيبةٍ كوكبْ
وكلُّ دَقيقةٍ مَطلبْ
لِمن في العشقِ يَقتتلونْ
***
هي امرأةٌ
وليسَ كَمِثلِها امرأةٌ
بِهذا الكونِ واللهِ
ولا ستكونْ
هي امرأةٌ لآخِرِ قَطرةٍ منها
وتُخفي في أُنوثَتِها ،
وضِحكَتِها..
عَبيرَ مَزارعِ الليمونْ
***
هي الأنثى
ومَن في ذاكَ يَعترضُ
عليها الكلُّ مُتفقونْ
هي امرأةٌ
تَفرُّ كمُهرةٍ تَجري على وَرقي ،
حِصانٍ شاردٍ مَجنونْ
هي امرأةٌ
تُراصِدُني ، وتَتبعُني
تَراني أينما كانتْ
وتُوجدُ أينما سأكونْ
هي امرأةٌ
أُغازِلُ كلَّ ما فيها
ولي عُذري إذا كنتُ ..
بها المفتونْ
هي امرأةٌ بِعينيها فراديسٌ وجنَّاتٌ
ومِن شُهدائها قلبي
ولستَ بآخِرِ الشهداءِ يا قلبي
ولا ستكونْ
***
هي امرأةٌ
تُحاولُ رَأْبَ هذا الصَّدعِ
ما بيني ، وما بيني
هي امرأةٌ
أُحاولُ طِيلةَ الأيامِ
أُخفيها عنِ الأنظارِ
وهْيَ تُطِلُّ مِن عيني
هِي امرأةٌ وقد شَطبتْ
جميعَ تَجارِبي الأولى
لها جَزرٌ ، لها مَدٌّ
وبينَ الجزرِ والمدِّ ..
يَعيشُ القلبُ مَذهولا
هي امرأةٌ
تَظلُّ كَمَنجمِ الدَهَشاتِ تُدهشني
بكلِّ دَقيقةٍ دَهشةْ
وكلُّ دقيقةٍ أحلى
مِن الأولى
هي امرأةٌ هُنا مَرَّتْ وتَترُكُني
أمامَ البابِ مَقتولا
***
هي امرأةٌ
تُعيدُ لِحُلمِنا المكسورِ رَوعتَهُ
وللحبِّ ..
جَلالتَهُ
وللعشقِ ..
مَهابتَهُ
أُحاولُ وَضعَ تَعريفٍ لها لكنْ
أُحسُّ بِعجزيَ المُطلقْ
هي امرأةٌ تَفوقُ تَصوُّرَ الشعراءِ
تَجتازُ ..
حدودَ العقلِ والمنطِقْ
هي امرأةٌ
تُغيِّرُ رسمَ هذا البحرِ
مِن جُزُرٍ وشًطآنٍ
وتَسكُبُ فيهِ عينيها
ليأخذَ لونَهُ الأزرقْ
هي امرأةٌ
يَكادُ الشوقُ يَقتُلُها
ولا تَنطِقْ
فإنْ باحتْ فيا ويلي
وإنْ سَكَتتْ
تَصيرُ مشاكلي أعمقْ
***
هي امرأةٌ
تُعيدُ إليَّ ذاكرتي
تُفَجِّرُ ألفَ بُركانٍ بأوردَتي
تُحلِّقُ في سَما رُوحي
وتُهدي لي مُخَيِّلََتي
وتأخذُني لحِضنٍ يُشبهُ الفِردوسَ
أَعرِفُ فيهِ مَنزلتي
هي امرأةٌ
بها يَمتدُّ تاريخي وأزمنَتي
بها كانتْ بِداياتي
وفيها حُسنُ خاتمتي
***
هي امرأةٌ
مِن الخمرِ المُذابِ تُذابْ
بقلبٍ في هواها ذابْ
وتُلقي لي بأحلامٍ وآمالٍ
وتَفرشُها بساتينًا على الأهدابْ
فواللهِ ..
أنا ما شاهدَتْ عيني لها شَبهًا
وكلٌّ مُدَّعٍ كذَّابْ
هي امرأةٌ
وتُعطيني بلا حَدٍّ ، وتُعطيني ..
بغيرِ حسابْ
هي امرأةٌ تُصحِّحُ ما عَرَفناهُ ..
عنِ العشاقْ
وتُلغي فكرةَ التعبيرِ بالكلماتِ والأوراقْ
وتُدخِلُنا لعصرٍ ما عرَفناهُ
على الإطلاقْ

الرائع : عبد العزيز جويدة

01 June 2008

أحبـــــــــــك



أُحبُّكِ ..
في زَمانِ الخوفِ والغُربةْ
أُحبُّكِ رَغمَ أحزاني
ورَغمَ ظُروفِنا الصعبةْ
وإنْ أصبحتُ لا أهلٌ ولا أحبابْ ...
أراكِ الأهلَ والأحبابَ والصحبةْ
أُحبُّكِ ..
في زَمانِ الخوفِ إيمانًا
بأنَّ الحبَّ يُنقِذُني
مِنَ الطوفانْ
أنا نُوحٌ
وأنتِ سَفينةُ العِشقِ
سَتحمِلُني على الشطآنْ
ومادُمتُ ..
سأرحلُ بينَ عينيكِ
خُذيني يا مُنَى عيني
لأيِّ مَكانْ
وضُمِّيني إلى صَدرِكْ
لأنَّ الخوفَ مَزَّقَني
لأنَّ زمانَنا هذا
يُهينُ كَرامةَ الإنسانْ
أُحبكِ ..
في زَمانِ الخوفِ يا عُمري
ولا أدري لِماذا يا مُنَى قَلبي
إذا ما الخوفُ حاصَرَني
لِصَدرِكِ دائمًا أجري
أُحِسُّ بأُلفةٍ نَحوَكْ
فكيفَ أُلامُ في حُبِّكْ
وقلبي صارَ مِن شَوقي
كَبُركانٍ مِن الإحساسْ
أُحِسُّ بِغُربةٍ بيني
وبينَ الناسْ
أجيءُ إليكِ مُشتاقًا
بأشواقٍ تَفوقُ الوَصفْ
وفي عينيكِ أحرِقُ كلَّ أقنِعَتي
وآخِرَ مُفرداتِ الزيفْ
ولا يَبقَى سِوى حُبِّكْ
جميلاً ساطِعًا .. عُمري
كَشمسِ الصيفْ
فكيفَ أخافُ مِن شيءٍ
وأنتِ الأمنُ لو يأتي
زَمانُ الخوفْ

....

عبد العزيز جويدة

وأسأل نفسي؟


وأسألُ نَفسي :
لِماذا أُحبُّكِ رَغمَ اعتِرافي
بأنَّ هَوانا مُحالٌ .. مُحالْ ؟
ورَغمَ اعتِرافي بأنَّكِ وَهمٌ
وأنكِ صُبحٌ سَريعُ الزَّوالْ
ورغمَ اعترافي بأنكِ طَيفٌ
وأنكِ في العِشقِ بعضُ الخَيالْ
ورغمَ اعتِرافي بأنكِ حُلمٌ
أُطارِدُ فيهِ ..
وليسَ يُطالْ
وأسألُ نفسي لماذا أحبُّكْ
إذا كنتِ شيئًا بعيدَ المنالْ
لماذا أحبُّكِ في كلِّ حالْ
لماذا أُحبكِ أنهارَ شَوقٍ
وواحاتِ عِشقٍ
نَمَتْ في عُروقي وأضحَتْ ظِلالْ
وأسألُ نَفسي كثيرًا . كثيرًا
وحينَ أجَبتُ
وَجدتُ الإجابةَ نَفسَ السؤالْ
لِماذا أُحبُّكْ ؟! "

عبد العزيز جويدة