11 November 2007

الطريق .. 9


مع مرور الوقت كنت أفقد كل إحساس جميل في الحياة ولولا القرائة التى كانت تخرجني نوعا من دائرة الملل والضجر لكنت انتهيت
مرت ثلاث سنوات بالكلية بلا معنى وبلا جديد حتى ماعدت أشعر بالرغبة فى الذهاب اليها من الأساس
وفى السنة الرابعه حدث تغيير يحمل طعم الأمل ويبشر بجديد كله جميل وهكذا حسبته
كنت أتحدث يوما مع شوقي ونحن نسير فى طرقات الجامعة بعيدا عن صخب الأراجوزات أو الطلبه والطالبات أمام الكافيتريا فكلمنى عن الدكتور عادل وحكي لي عنه كثيرا ولمست من حديثة أنه منبهر بشخصية هذا الرجل وأنه مختلف تماما عن غيره من مدعي الرسالة - رسالة العلم والتدريس الحقيقية
استفزني كلامه حيث كنت أشك فى وجود مثل هذا الرجل فى هذا الزمن - زمن الأشياء المقلوبه
وقتها قررت أن ألقاه بمكتبه بالكلية
وتأخر تنفيذ القرار كثيرا كعادتى
وبينما أقترب من باب المكتب حيث وجدت وجها قريبا جدا من قلبي
وجه أحبه من زمن بعيد مرسوم بخيالى منذ ذلك الوقت
عيون مشرقة وابتسامة صادقة تترجم سعادة القلب وفرحته وتنبئ عن إطمئنان ورضى
هو وجه أبي يوم كان يعود من سفر الغربه مبتسما فرح القلب يفتح زراعيه كي يحتضنني بلهفة - نعم وجه أبي
وجدتنى مرتبك أمام تلك المفاجأة ولا اعرف كيف ابدأ الكلام ؟
إتفضل ياحبيبي خير أؤمرني
ياحبيبي !!!؟؟
أؤمرني !! ؟؟
لا أنكر وقتها أننى كنت أود لو إحتضنته وأنا أقول له إننى أحبك ولا يهم السبب
خرجت من تشتتي بصعوبه وتكلمت
حضرتك انا سمعت كل خير عن الأسرة اللى حضرتك راعيها ويشرفنى انى اكون معاكم
ما أسخف ماقولت أمام هذا الإحساس الذي يختلط بداخلى وتلك الحالة النادره التى أنا فيها
أدخلنى ذلك الرجل الجميل الى مكتبه وعرفنى بنوع جديد من البشر
كان بمكتبه فتاتين تحملان نفس الإسم ويحملان مع الإسم الجميل وجها به إطمئنان جميل وهدوء طيب ونقاء وطيبة تراها فى العيون قبل أن تلمسها فى التعامل والحديث
وكأنى دخلت مكانا لا يمت بصلة الى عالم الأرض عالم جديد وجميل به الإبتسامة الجميلة هي تحية الصباح والكلمة الطيبه هي الحديث العادي والسعادة هي الأصل وماغيرها استثناء غير موجود
شعرت وقتها بالندم على ثلاث سنوات ضاعت هباء ضاعت فى غم وهم بينما هؤلاء موجودون لا يفصلني عنهم إلا دقة على الباب ليفتح على مصراعيه مرحبا بالإبن الضال
لمت نفسي وتحسرت على أيامي قبل ذلك الموعد
وقد كان هدفى فى الأصل من زيارتى للرجل أن أتعرف عليه أولا ثم أشارك بكتابات متواضعه تنشر فى مجلة الحائط لتلك الأسرة ، وبعد أن علمت أنهم لا ينشرون كتابات أو مثل ذلك الا أننى قلت وقتها لو أنى سأكون معكم مجرد فرد عاطل متفرج سأكون فى منتهى السعاده يكفيني وجودي معكم وفقط
ومع قافلة شعاع الخير بدأت مرحلة جديدة من حياتي تعاند بداخلى طبعا بغيضا رباه الصدام بين التمنى والواقع

4 comments:

صلاح الدين said...

هيييييييييييه اخيرا ياعم
رجعتلنا بكلامك المعبر الصادق
البعيد عن الاحباط والتشاؤم
ربنا يوفقك وتوصل لنهايه الطريق
وميكنش فى مفترقات كتير فى طريقك
او مطباط صناعيه انت صانعها تعطلك
ربنا يوفقك
تحياتى
حبيبك

Anonymous said...

زى ما الإسود موجود كتير فى الدنيا الخير موجود برضه ولو كنت دورت عليه من زمان كنت هتلاقيه وأنت فى الخير دلوقتى لو دورت عليه أكتر هتلاقيه أكتر بس إحنا كبشر بننشغل بأنفسنا كتير ومشاكلنا وننسى طرق السعاده

أحييك على المقاله الرائعه دى
وفى إنتظار جديدك

الملاح التائه said...

فاكر يا صاحبي الأيام القصيرة اللى جمعتنا
وفاكر قد ايه كانت جميله وحلوة
إدعي ربنا ترجع الأيام دي تانى
زي ما بادعيه دايما
وأشوفك على خير أنت وأجمل صحبه
.......
تدفع كام بقى عشان أكتم عالفضايح يا ( م.ع )
ولا أشرد؟؟

الملاح التائه said...

ب
يعني انتى اللى دورتي عليهم
ماحنا كلنا اتجمعنا قدر
وكان قدر جميل
سعدنا بيه كلنا
والأجمل إنه بدأ يثبت أصوله بروابط لا يمكن تنقطع
عشان تفضل قافلة الخير فى رباط ليوم الدين
جيل ورا جيل
أباء وأبناء قريبا وأحفاد باذن الله
حلم جميل
وأسرة كبيرة أجمل
ربنا يحققه لينا يارب