09 October 2008

مــــــي


الظلال باتت أكثر انتشارا فأعطت قدرا من الحرية لسيرهما معا داخل الحديقة ولو أنها وإن لم تكن كذلك فستعبر اقدامهما الطرقات غير عابئة بتحري الظلال فهناك ظلال أهدأ وأطيب تداعب منطقتها النسمات الساحرة دونما انقطاع أو توقف موقعها قلبها المحب وقلبه السعيد .. أما سعادته فسرها لا يخفى عليه فمن هو ذاك الجاحد الحجري القلب الذي لا ينشرح له صدر وتبتسم له دنيا وتزغرد بقلبة أوتار السعادة وبجوارة مي
فمن هي مي ؟
إن قلنا عنه أنه مصر فهي نهر نيله المعطاء الساري والمتدفق في هدوئه البديع ومشيه الوئيد وخيره الوفير وأثره العظيم
وإن قلنا عنه أنه إنسان فهي قلبه الذي يضخ في أنحائه الحياة مع كل دقة ودفقه
وإن وصفناه ببستان فهي أجمل زهره في أجمل شجيرة في أجمل بقعة بأحلى بستان
وان كان أدبا فهي الشعر
وإن كان شعرا فهي أحلى قصائده
وإن كان قصيدة فهي أروع أبياتها جمالا وتعبيرا وحسا راقيا
وان كان بيتا فهي أرق لفظة وألطف كلمة
هي جوهر الجمال وكمال النقص بحياته
أما هو ....فهو مالم تكن هي.... فما هو إلا شجرة وافرة الظلال في بقعة من الأرض لا يمر بها إنسان أو هو كالزهرة الجميلة التى وضعت على قبر بدلا من أن تزين صدر عروس جميلة أو يستخلص منها عطرها الساحر
تناولت بخفة فراشة جميلة نجمة من سماء شجرة الياسمين الممتدة على السور حين سيرهما معا إلى جوارة تمنت لو قدمتها إليه وتمنى لو فعلت لكنها أخذت تداعب وريقاتها البيضاء بأصابعها الخمرية الصافية وبدت كمن تريد أن تهمس لها بشئ ما كمن تريد أن تبوح لها بأمر ما وتطلع إليها يرقب تلك الرقة وهذا التعبير الصامت الجميل ثم استوقفها قائلا
عندما كنت هناك كانت لدي صورة في الخيال وكنت أظن أن مابخيالي أجمل من الحقيقة وكان يداعبني الحلم فأعيش به باحساس متوهم وكنت أرى أن ذلك يسعدني لكني ماتخيلت أن الحقيقة أروع بكثير من الخيال وأنه مهما بلغت مبالغات الخيال ومهما طبعت على النفس من مسرات كاذبه فهى لا ترقى أبدا لمستوى الحقيقة حين تصير ملموسة ومشاهدة ومعاشة لحظة بلحظة وقد كنت يا مي أجمل طيف يداعب خيالي وقد كان لقاؤنا هذا واحدا من أحلى أحلامي لكني كنت واهم حين ظننت أن خيالى جميل فما من جمال كمثل طلعة محياك على مقربة من عين قلبي وما من حلاوة كمثل حلاوة الاحساس بقربك
كان يحدثها همسا وكأنه يحادث نفسه أو كأنه يريد ذلك ليتخلص من حيائة وخجلة وكانت كمن تحلق حوله فراشة ترقص على نغمات الهمس النسيمي
وكان صمتها وحزنها الذي يعاند تلك الفرحة الزاحفه كالشمس المشرقة على صفحة ماء بحيرة عذبة يقف أمامه كمحدث له بلغة لا يجيدها فهو يلتقط بعضا منه مفسرا بشك في الصحه ويجهل البعض حزينا على عجزه عن فهمه واستيعابه فأعاد أمامه ذلك شريط الذكريات الصامته التي جاهد بعناء فيها احساسه المتعب واستجدائه لليأس هروبا إلى راحته المميته في لحظات ضعفه الكثيرة وحزنه العميق
كان يحس أحيانا أنها تريده ألا يصمت فاليقل أحلى ماعنده وليجتهد في الوصول باختيار انسب واجمل وأطول الطرق وكان أحيانا ينساق لرغبتها رغما عنه وحينها تخفت الآلام ولربما سعدت بذلك أو استلذت به وكان هو من يعاني ألما من نوع خاص يجده حين يفكر بأنه يعطي ويعطي ويعطي دون أن ينال شيئا فتصيبة لعنة احساس بالاهانة كمن في بلاط الملكات يطلب ويستجدي ويقدم القرابين و تظن الجالسة على العرش أن في السماح له بالوقوف على الباب منتهى الرحمة أو هو عين العدل بل عين الكرم
الضباب تزيحة حرارة الشمس من أمامها لتوصل للأرض أشعة الضياء وطاقة الحياة لكن القمر لا يستطيع
ومي
هي الشمس التى لها قصة
.............

07 October 2008

معنى جديد


الاختلاف الجوهري بين البشر هو في هذا المحمول على الأعناق هذه المشكاة التي تضئ لنا الطريق
أو هو الأداة التي بها نتعرف على الأشياء ونستشعر المعاني فالانسان عقل أولا فكر ورؤى تشارك في صياغتها عوامل كثيرة أولاها قدراته التي يولد بها ثم طبعه المكتسب ممن حولة ومما حولة أي من بيئته ومجتمعه
هذا هو الاختلاف الذي يجعل منا السعيد والتعيس ويجعل منا اليائس والمتافئل وان تساوت الظروف أو حتى انعكست
العقل
هذا النور الالهي الذي ربما كانت الروح التى نجهلها غذائه ومدده
هذا الخارق العجيب الذي به وحده تختلف الدنيا وتنقلب الأشياء
فمن حزن عميق إلى صفاء وهناء
ومن ألم ووجع إلى راحة واسترخاء
ومن ظلام وجهل إلى علم وإشراق
ومن تخلف إلى تحضر
هو العقل
ذلك المفتاح العجيب الفاتح لكل الأبواب المغلقة
تلك العين التي ترى
ورؤيتها تختلف
تلك الأذن التي تسمع
وسمعها يتباين
فنغمة الناي الحزينة ربما أبهجتها فحلقت في سماوات السعاده
بيدك وحدك تستطيع أن تغير المعاني وتزيح الهموم بمجرد جلسة إليه تقنعه ألا يتعبك
وتظل تحاوره وتناقشه وتجادله لتصل إلى الغاية
وما غايتنا إلا السرور
إلا السعادة وراحة البال
إلا الوصول إلى الأنا والايمان بها
لكن كن حذرا
فأنت قادر لكن هناك فوق قدرتك قدرة أعظم
وأنت عالم لكن فوق كل ذو علم عليم
وأنت غني لكن هناك من لاغنى عنه
الله
فمن هو الله
هو القدرة والعلم والقوة والأمان والأمل والطاقة والحب
كان حقيقة أو لم يكن في رأيك أو زعمك
لكنك لا تستطيع أن تنكر وجوده مهما حاولت
الله موجود فينا أو وجد لأننا لا نستطيع أن نكون بدونه
الله أولا ثم قبس من نورة
عقلك
فماذا هو القلب ؟
هو الماكينة التي تضخ الغذاء لكامل المصنع البديع الجميل المتكامل
فقط ماكينة الضخ ؟
لكن لم يتألم معنا إذا أحسسنا شيئا كريها أو مريرا
لم؟
لازال الانسان لغزا أمام نفسه
لكن فقط حين يفكر في ذلك
ولذلك
فالعقل يريح