18 December 2007

خمس رسائل الى أمي





صباحُ الخيرِ يا حلوه..
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّه
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
قرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكةً دمشقية..

أنا وحدي..
دخانُ سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ..
تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
عرفتُ نساءَ أوروبا..
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارةَ التعبِ..
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
وتحملُ في حقيبتها..
إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعثَر
أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً..
ولم أكبر؟

صباحُ الخيرِ من مدريدَ
ما أخبارها الفلّة؟
بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
تلكَ الطفلةُ الطفله
فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
يدلّلها كطفلتهِ
ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
ويسقيها..
ويطعمها..
ويغمرها برحمتهِ..

.. وماتَ أبي
ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
وتسألُ عن عباءتهِ..
وتسألُ عن جريدتهِ..
وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-
عن فيروزِ عينيه..
لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
دنانيراً منَ الذهبِ..

سلاماتٌ..
سلاماتٌ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
إلى تختي..
إلى كتبي..
إلى أطفالِ حارتنا..
وحيطانٍ ملأناها..
بفوضى من كتابتنا..
إلى قططٍ كسولاتٍ
تنامُ على مشارقنا
وليلكةٍ معرشةٍ
على شبّاكِ جارتنا
مضى عامانِ.. يا أمي
ووجهُ دمشقَ،
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا..
وينقرنا..
برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامانِ يا أمي
وليلُ دمشقَ
فلُّ دمشقَ
دورُ دمشقَ
تسكنُ في خواطرنا
مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
قد زُرعت بداخلنا..
كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
تعبقُ في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
جاءت كلّها معنا..

أتى أيلولُ يا أماهُ..
وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
ويتركُ عندَ نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
أينَ أبي وعيناهُ
وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
سقى الرحمنُ مثواهُ..
وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
وأين نُعماه؟
وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
تضحكُ في زواياهُ
وأينَ طفولتي فيهِ؟
أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
وآكلُ من عريشتهِ
وأقطفُ من بنفشاهُ

دمشقُ، دمشقُ..
يا شعراً
على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
ويا طفلاً جميلاً..
من ضفائرنا صلبناهُ
جثونا عند ركبتهِ..
وذبنا في محبّتهِ
إلى أن في محبتنا قتلناهُ...


.


نزار قباني

كل لحظة وأنتم أجمل


كل لحظة وأنتم أجمل
كل لحظة وأنتم
الى الله أقرب
ومع نفوسكم أصدق
كل لحظه وأنتم
مخلصين
أوفيا
وعيد سعيد عليكم

04 December 2007

الطريق ... 11



من أجمل العلاقات التبادلية بين البشر علاقة الصداقة المبنيه على الحب والتفاهم وكبداية لابد منها يذكر الحب حيث هو الأصل فى أى علاقه بين إثنين باختلاف درجته وقد كان أصل علاقتى بهذا الإنسان هو المحبه الخالصه التى أعلنها هو أولا وبدون أسباب منطقيه من وجهة نظري

فقط لا أذكر إلا أنه يحبني والغريب أننا لسنا أصدقاء دراسة أو رفقاء طالت بهم الرفقة سنينا إنها فقط شهور قليلة لكنها مثمرة الى أبعد حد
هذا هو م.ع إنسان مضمونه جميل يحمل قلبا مليئا بالمحبه تراه فتسعد لرؤيته فتحيتة لك إبتسامة ملؤها الصدق تراها فى عينيه قبل أن ترتسم على شفتيه مرح بطبعه دون مبالغة تلمس معه إطمئنانا جميلا وكأنه واحد من عائلتك فهو ودود وغير متكلف مقبل على الناس بدون ترفع أو غرور
رأيتة أول مرة فلمست بداخله طفل يدعوك لأن تداعبه وتمرح معه وتقدم له الحلوى فتتأرجح بين قلبيكما سعادة وفرحة
ولكني لا أجيد معاملة الأطفال لفترة طويله فقط هي ساعة أداعب فيها الصغيرة مريم ثم يفتر الإقبال على اللعب رويدا وأحتاج الى أن أعود لطاولتى لأفكر
وهكذا إنتقلت معه ببراعه من ساحة اللعب الى طاولة الحديث الأرقى وقد كانت إستجابته جيدة ومرضية
وكأني وجدت به ما افتقدته سنينا فقد اجتمعت فيه تركيبة رائعه فهو رجل يفكر بعقلية الرجال ويتعامل بمنطقهم ويفعل فعلهم تجده عندما تحتاجه بجوارك يدعمك ويواسيك ويفرح معك ويكون فى عونك ، وهو طفل يعبر لك عن محبته بأسلوب الأطفال الصريح المباشر وبضحكاتهم التلقائية البريئة النقية
عرف بذكائة كيف يحتفظ بي كصديق بمعرفته من أنا ؟ وماذا أريد ؟ فتعامل معي بالطريقة التى أحبها
السؤال هنا

لماذا حرص على صداقتى ؟ ولماذا يكن لي كل هذا الحب ؟ ماذا يجد معي وماذا أقدم أنا له يجعله يحرص على ؟
هو وحده من يستطيع الإجابه على هذا السؤال
على الرغم من قصر المدة التى جمعتنا سويا وقلة المواقف التى حدثت بيننا والأحاديث التى دارت على ألسنتنا إلا أنها جميعا ذكريات جميله كان من أمتعها على الإطلاق حديثنا سويا فى شرفة منزلهم الجميل بمن فيه وحديثنا الذى طال لساعات عنه وعني كتعارف تفصيلي بيننا جذب كل منا الى قلب أخيه وقربه الى روحه في ود صادق ومحبب وفى جو أضفى عليه بخفة ظلة مرحا وفرحا جميلين
كان يهتم بحديثي ويصغي إليه باهتمام كنت أنظر الى عينيه فاجدهما متحفزتين كطفلتين صغيرتين تتسابقان الى حضن أمهما بفرحة وشوق فلا أشعر إلا بنبضات المحبه تدق في قلبي إلى هذا الشخص الجميل
وتمر الأيام ويعرف كلانا حقائق كثيرة بعضها تركت فى النفوس مرارة لاتمحي بسهولة وبعضها علمنا ونبهنا الى مناطق الجمال فى شخصية كل منا
أحياها في عيني وأحييتها في عينه ورحم الله إمرئ عرف قدر نفسه
ورحم الله إمرئ لا يعرف أحد قدره
وأعاذنا الله من الكبر

كان الوقت بعد العصر حين كنت بزيارة لبيت جدتى رحمها الله وقتها إتصلت بي ن.ح وبصوت أرعبني قالت م. ع فى العناية المركذه لم أدري كيف إنتقلت في ثوان الى بيتنا وأرتديت ملابسي التى تركتها منذ ساعة تقريبا حين عودتى من الكورس ولا أشعر وقتها كيف قال من رأوني أعدو فى الطريق وأتسلق المواصلات كالقرود لأراه

كان همي أن أراه

وكان قلبي يكذب ماقيل ويطرده بقسوة

وكان الشيطان يشوش علي تفكيري ويعبث بظنوني فينقبض قلبي إنقباضة تخيف حتى وصلت الى المكان فانقبض قلبي أكثر فكم أكره هذا المكان وكم سبب لي متاعب لا أود ذكرها

كنت قلقا عليه أشد القلق أحاول أن أداري هذا عن عيون أمه وعن عيون من حولي من الرفاق وأتظاهر بعكسه تماما

وأكاد أتشابك مع من يقفون بالباب يمنعون الدخول

وأخيرا سمحو لنا بالدخول حين رأيته كعادته مبتسما داخلنى الإطمئنان وعدت أحمد الله مرارا

لا أعاد الله مثل هذا اليوم ولا أراني الله ذلك المكان الكريه مرة أخري



كم أفتقده الآن فى هذا المكان الموحش الكئيب بمن فيه وكم أحن لحديثه وكم أشتاق لرؤيته وحده نناجي الأحبه أو مع الرفاق نتبادل صدق العواطف النبيله الطاهرة الجميله
وتمر بنا الأيام ويلقى حبيبي أمله الجميل
حين أبلغني بما ينوي سعدت من كل قلبي حين سمعت الفرحة تغلف صوته وهو يخبرني وإستحضرت صورته فرأيت عينه ضاحكة فرحه كلها أمل جميل وتمنى طيب ، تمنيت لو كنت بجواره ساعتها لن يكون بوسعي سوى أن أحتضنه وأقبل جبينه وأمسح على رأسه محبة وفرحة
الإنتظار والقلق عشتهما معه وكأنى أنا الذى طلب من الوالى قربه وإلتمس من أميرة القصر الرضى
وحين جاء الإيذان بالقبول انزاحت عني كآبة كنت أعيش فيها بفعل الغربة فاندهش لتبدل حالى من رأوني وإستفهمو السبب فكان الرد فرحا لفرح حبيب تسعدني سعادته ويحزنني حزنه
ستمر الأيام وتعرف ياصديقي أن الله أراد لنا أن نلتقى قدرا وبيده أن يقرب من تغرب وغاب عن العيون لكنه ما غاب عن قلوب من أحبوه بصدق
...............
والآن إسمحلي أن أوجه لأميرتك بعض الكلمات
لأنى أعرف جيدا من سيكون لك رفيق العمر وصاحب الطريق وأعتقد الآن أنك أيضا تلمسين فيه ما ألمس من جمال ورقي
أدعوكي لأن تكوني له أما تحنو عليه كطفل
تخشى عليه من آلام الحياة ومنغصات العيش
تهون عليه أحمالا لا تطاق نلقاها فى حياتنا نحن الرجال
فليس بهين إطلاقا أن يتحمل شخص عبئا ومسئولية وواجبات تجبره أحيانا على تقبل مالا يقبل وتحمل مالا يرضى
رفقا به ولا تكوني أبدا عليه عبء بل كوني ملجأه ومخلصه من همومه
ذكريه دوما بربه وذكريه دوما بأنك تحبيه لا يكفي أن تترجميها كفعل دون أن تقال فلها على من يحب فعل السحر تدفعنا دوما لأن نكون أفضل لأن نتحمل لأن هناك من يستحق منا ذلك
هناك من يحبوننا لذلك نتحمل من أجلهم
وأخيرا حاولى أن تكوني له عوضا عن الصديق الذي يبث له بكاه وضحكاته
حاولى أن تكوني له الملاح

...................

29 November 2007

aloka



خمس شهور فى الدوحه مرو بحلوهم ومرهم

أيام طويله ورخمه وغبيه وساعات حلوة وغنية بمواقف وحوارات صعب تتنسي

مابين يأس من وضع موجود وأمر واقع

وبين نظرة أمل لمستقبل وأمانى حلوة للى جاى

مابين فرحة وثورة عاطفيه

وبين كبوة وخيبة قويه

مابين إحساس بالقيمة والثقه

وبين إحساس بالدونية وقلة الحيله

مابين تحدي وإنتصار بعد عناد

وبين إستسلام وإستكانه ولامبالاه

صراعات داخليه مؤذيه للنفس البشرية اللى أضعف بكتير من تحمل كل هذه التناقضات على أساس قلة الخبره وقلة الثقه ممكن وإحتمال برضه قلة العزم والإراده

صحيح علمتنا وبتعلمنا ولسه هاتعلمنا

بس التمن غالى

وكان زمان واحد قال كلمه جميله قوى

لو قدر لنا أن نبيع خبراتنا بالثمن الذي دفعناه فيها لما إستطاع أحد أن يدفع الثمن

صح وصح جدا كمان

والتعامل مع نوعيات البشر المختلفه أكبر مدرسه وأكبر مأساة فى حالة التعامل مع بشر مش بشر

ففى تعريف البشر المتعارف عليه هم ذوو العقول

عندهم عقل بيفكرو بيه وبيستخدموه لأداء وظيفته اللى هو أصلا مخلوق عشانها

مأساة إنك تشوف ناس كده وكمان تتعامل معاهم ومطلوب إن يحصل بينكم تبادل

أخذ ورد

تبادليه يعنى فى العلاقه

ماعلينا كل ده مش موضوعنا

لأن موضوعنا هو علي

وعلي لمن لا يعرف علي

واحد من الناس اللى قابلتهم هنا

صحيح تعاملنا مع بعض كان لا يبرر الشعور اللى جوايا من ناحيته بحكم قصر المده وبحكم قلة التعامل على مدار الأيام القليله اللى قضيناها سوا هنا فى الدوحه

بس حبيت هذا الشخص وهذه الشخصيه

وللأسف ومن المؤسف إنه يقرر إنه يرجع مصر بلا عوده

وبرغم إنى سعيد بكونه قرر القرار الصح فى الوقت المناسب نوعا وإنى فرحان إنه هايرتاح من المعاناة اللى بنعانيها فى مدينة البهائم

إلا إنى بجد حزين إنه خلاص سافر ومش هاشوفه تانى لفترة طويله ولا هاسمعله وهو بيتكلم وأستمتع بكلامه وأعجب بأفكاره زي ما كان بيحصل فى المرات النادره للأسف اللى اتكلمنا فيها سوا

حتى تهريجه وهزاره كان حلو ومش مصطنع ولا دمه تقيل زي ناس

من ساعة ما مشي وأنا مش ليا نفس أدخل السكن بتاعهم


ترابيزة الإستيميشن مش هالاقي على بيلعب عليها


ولا هادخل أوضته ألاقيه قاعد فاتح اللاب توب وعبارة


crimson love


مكتوبه عليه


مش هادخل عالنت الاقيه حاتط نيك نيم معبر عن الوضع السائد فى مدينة البهائم


ذو العقل يشقى فى النعيم بعقلة


وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم


أو


غابه فيها قرد بيحكم وكلب بيحل يبقى قعاد الأسد فيها خذى وعار .. عفوا نحن فى زمن البهائم


والأسد قرر خلاص يسيبها ويرحل بمزاجه


أو


press F5


أو


ماباخافش وأنت عارف


وحشتني قوي ياعلي ومش عارف ليه كل ماتعلق بحد يغيب عني


ناس كتير قوي قبلك حبيتهم جدا وبدون سابق إنذار يغيبو عن عيني وينسوني


ياخسااااااااااااااااااااره
عليييييييي يا أجدع بورسعيدي

خد بالك من نفسك ياحبيبي

وحاول إننا نتقابل ونتكلم على النت كتير على قد ماتقدر

أتمنالك من كل قلبي التوفيق فى حياتك يارب

...

الجمعه 30/11/2007

14 November 2007

الطريق .. 10





بعد أن عرفنى الرجل بـبناته كما وصفهن مصاحبا الوصف بابتسامة أمل وحب ما رأيت مثلها على وجه رجل بعد جدي الحبيب رحمة الله حين كان يضاحكني صغيرا ، تركني معهن فى مكتبه وترك لى معهن أرتباكا وخجلا بحجم هضبة المقطم ، والعجيب أن الوضع قد إنعكس تماما حيث أنا مرتبك خجل وهن يتحدثن بكل هدوء ورزانه
ووقت ارتباكي تصدر مني تصرفات غير منطقية قد تفسر خطأ أو تثير سخرية من حولى
كلفهم الرجل بأن يحدثوني عن القافله وقد كان من حديثهم أنها مجموعة من الطلبه والطالبات وأعضاء هيئة التدريس والمعيدين وغيرهم تهدف الى عمل الخير
لم ترق لى الفكره فلم أكن مستعدا نفسيا لمشاركة إنسان فى همومه حيث أحمل منها الكثير فكيف لي أن أوقظ الإبتسامة على شفاة تعيسة وأنا نسيت طعم الإبتسام الصافى وكيف أسطيع أن أساعدهم وأقدم معهم شيئا جديدا ؟؟؟
شغلت هذه الأسئلة تفكيري منذ خروجي من مكتب الرجل وقررت بعد طول تفكير أن أجرب وليس لدي ما أخسره

بعدها بأيام قابلت الرجل بمكتبه مع بعض الشباب تحدثو فى الأنشطة المختلفه التى ينوون القيام بها وتصورهم لها فتدخلت ببعض المقترحات فقابلها الرجل بترحيب و تشجيع زاد من حماسي لكنها لم تتخطي مجرد تصورات
خرجت من مكتبه مع (ا.ع) الذي وضح لى الصورة أكثر

كنت دوما ألتزم الصمت المفكر حتى أستوعب الشخصيات التى أمامى لأعرف كيف يكون التعامل معها وفى الإجتماعات المطوله التى كانت تعقدها القافلة جذب إنتباهى شاب متقد ومتكلم جيد ومثقف هو مثل الزهرة الجميلة التى تغريك بالنظر اليها لكنك لا تستطيع ان تقترب منها حيث حاصرت شجرتها برغبتها بأسلاك شائكة
ع . ق / المعلم
لا أعرف كيف أبتدئ الكلام عن هذا الإنسان فكلما حاولت أن أصيغه بالكلمات أقع في حيرة فرؤيتنا للبشر وحكمنا عليهم يختلف باختلاف المقاييس التى نعتمد عليها فى الحكم عليهم
كإنسان يحمل قلبا قلما يجود بمثله الزمن أراه غاية فى الإنسانية راقيا فى إحساسه مثيرا فى تدفق عاطفته متمكنا من زرع محبته فى قلوب من حولة ببراعة يحسد عليها
وكرجل علم يشهد له من كان لهم شرف التتلمذ على يديه بالتفوق فى مجاله قولا وفعلا
وكعقلية أشهد له من واقع التبادل الفكري بيننا بالجمال حيث أفكارة مرتبه ونظرته منفتحة ورؤيتة جيدة ومتفائلة وعنيدة وتحمل ثقة مصدرها بكل تأكيد إيمان قوي
وكرائد لمجموعة لها أهداف يجب أن تحقق وبينها شخصيات تختلف فى طبائعها وأفكارها ومدى جديتها ينقصه (الحزم الودود) أعلم أنه معادلة صعبه لكنه مطلوب بشدة عندما يوجد من لا يقدر مسئولية مايقوم به وأهميته
ولولا وجود ذلك الحب العظيم ووجود بعض الشخصيات التى تتفانى باخلاص فى القيام بمهامها (ومهام غيرها أحيانا) ولولا تجمع القلوب على حب هذا الرجل والإلتفاف حوله وتمنى رضاه لأصبحت القافله فى تشتت.

ن . ح / النبيلة
بحثت كثيرا عن كلمة تعبر عن هذه الإنسانة فلم أجد سوى هذه الكلمه التى تشير الى كثير منها
قديما كانت تطلق الكلمه على الطبقة الأرستقراطية فضمنت لمعناها الكبرياء والعظمة والقوة والإعتداد بالنفس
وهي كذلك
ذات كبرياء مدهش يجعلها تبقى فى العيون ذات مقام رفيع كنجمة
نبل القلب صفة قد تغني إنسانا عن كل الصفات الحسنه وتلغي عيوبه مهما كانت فما بالك لو أضيفت لسابقتها ؟
هل من جمال أرقى؟
وهل من رقي أبقى؟

بالطبع لا ، وبالطبع لا تستطيع أمام شخصية بمثل هذا الجمال إلا أن تتمنى أن تبقى بالقرب منها وتطمع أن تكون صديقا
كانت بداية تعارفنا عن طريق الشات الذي حل لى مشكلة التواصل مع الناس حيث الخجل والإرتباك لا يعقدا لساني عن الكلام فأنا أتكلم هنا بوسيلتى المفضله والأقوى ( الكتابه )
وعن طريقه توطدت صلتى بجميع أفراد القافله وأولهم هذه الإنسانه النبيلة
فى أول تعارفنا اخطأت حيث بدأت كلامي مهرجا فقابلتنى بجدية وحزم واختلفنا قبل أن نتفق ، وكان لا بد أن أسأل من هي حتى أعرف كيف يكون الحديث معها وقد كان وتحدثنا بعدها مرارا ومن خلال حديثنا لمست فيها كل جميل
تدين وتحفظ دونما تعقيد وإنغلاق وعقل راجح ومنطق سليم دونما غرور وقلب نبيل يحب ولا يكره يتحمل بلا شكوى خشية أن يحمل قلوبا يحبها مالا يحب لهم
هي سفيرتنا الى النجوم
هي فيروز بجمالها وكبريائها ورقتها التى تغنت بها الأقلام ويعجز عن ذلك قلمي
وبكل صدق أقول أنها بالنسبة لي أغلى وأحب من أى إنسان آخر وهذا إستثناء صادم حيث أنه صادق وغريب أيضا
فهناك بالطبع من يستحقون محبتنا بحكم الطبيعه ويأتون فى الأولوية لكنها تسبقهم ؟
أسأل نفسي عن الدليل على صدق قولى
فأجد تصرفات تبرهن وأحاسيس تؤكد
وأتسائل عن السر؟ فأجدني لا أعرفه إلا أنى لست مشغولا به فيكفيني سرورا ويكفى قلبي رقيا أن يحمل لمثلها كل هذه المحبه ويكفيه تعبا أيضا!؟
حيث يقف عاجزا أمام طبعها الذي يملأني خجلا ويملأ قلبى ألما
وأسألها بالله أن تبقى قريبة
....
م . ع /الرجل الطفل


.. يتبع

11 November 2007

الطريق .. 9


مع مرور الوقت كنت أفقد كل إحساس جميل في الحياة ولولا القرائة التى كانت تخرجني نوعا من دائرة الملل والضجر لكنت انتهيت
مرت ثلاث سنوات بالكلية بلا معنى وبلا جديد حتى ماعدت أشعر بالرغبة فى الذهاب اليها من الأساس
وفى السنة الرابعه حدث تغيير يحمل طعم الأمل ويبشر بجديد كله جميل وهكذا حسبته
كنت أتحدث يوما مع شوقي ونحن نسير فى طرقات الجامعة بعيدا عن صخب الأراجوزات أو الطلبه والطالبات أمام الكافيتريا فكلمنى عن الدكتور عادل وحكي لي عنه كثيرا ولمست من حديثة أنه منبهر بشخصية هذا الرجل وأنه مختلف تماما عن غيره من مدعي الرسالة - رسالة العلم والتدريس الحقيقية
استفزني كلامه حيث كنت أشك فى وجود مثل هذا الرجل فى هذا الزمن - زمن الأشياء المقلوبه
وقتها قررت أن ألقاه بمكتبه بالكلية
وتأخر تنفيذ القرار كثيرا كعادتى
وبينما أقترب من باب المكتب حيث وجدت وجها قريبا جدا من قلبي
وجه أحبه من زمن بعيد مرسوم بخيالى منذ ذلك الوقت
عيون مشرقة وابتسامة صادقة تترجم سعادة القلب وفرحته وتنبئ عن إطمئنان ورضى
هو وجه أبي يوم كان يعود من سفر الغربه مبتسما فرح القلب يفتح زراعيه كي يحتضنني بلهفة - نعم وجه أبي
وجدتنى مرتبك أمام تلك المفاجأة ولا اعرف كيف ابدأ الكلام ؟
إتفضل ياحبيبي خير أؤمرني
ياحبيبي !!!؟؟
أؤمرني !! ؟؟
لا أنكر وقتها أننى كنت أود لو إحتضنته وأنا أقول له إننى أحبك ولا يهم السبب
خرجت من تشتتي بصعوبه وتكلمت
حضرتك انا سمعت كل خير عن الأسرة اللى حضرتك راعيها ويشرفنى انى اكون معاكم
ما أسخف ماقولت أمام هذا الإحساس الذي يختلط بداخلى وتلك الحالة النادره التى أنا فيها
أدخلنى ذلك الرجل الجميل الى مكتبه وعرفنى بنوع جديد من البشر
كان بمكتبه فتاتين تحملان نفس الإسم ويحملان مع الإسم الجميل وجها به إطمئنان جميل وهدوء طيب ونقاء وطيبة تراها فى العيون قبل أن تلمسها فى التعامل والحديث
وكأنى دخلت مكانا لا يمت بصلة الى عالم الأرض عالم جديد وجميل به الإبتسامة الجميلة هي تحية الصباح والكلمة الطيبه هي الحديث العادي والسعادة هي الأصل وماغيرها استثناء غير موجود
شعرت وقتها بالندم على ثلاث سنوات ضاعت هباء ضاعت فى غم وهم بينما هؤلاء موجودون لا يفصلني عنهم إلا دقة على الباب ليفتح على مصراعيه مرحبا بالإبن الضال
لمت نفسي وتحسرت على أيامي قبل ذلك الموعد
وقد كان هدفى فى الأصل من زيارتى للرجل أن أتعرف عليه أولا ثم أشارك بكتابات متواضعه تنشر فى مجلة الحائط لتلك الأسرة ، وبعد أن علمت أنهم لا ينشرون كتابات أو مثل ذلك الا أننى قلت وقتها لو أنى سأكون معكم مجرد فرد عاطل متفرج سأكون فى منتهى السعاده يكفيني وجودي معكم وفقط
ومع قافلة شعاع الخير بدأت مرحلة جديدة من حياتي تعاند بداخلى طبعا بغيضا رباه الصدام بين التمنى والواقع

05 November 2007

الطريق .... 8

أول من يلمس التغيير فيك أنت ولكن ما قيمة التغيير مالم تكن له نتائج ؟ ماقيمة معرفتك للحق مالم تقره ؟ وما قيمة علمك بالصواب مالم تطبقه ؟ والأهم ما قيمة معرفتك للخطأ مالم ترفضه وتحاول تغييره ؟
إستطاعة التغيير في حد ذاتها قد تشكل لك مصدر معاناة حين تكون مفقوده أو حين تتطلب مقومات سيكلفك تحقيقها مجاهدة وصبرا أنت غير مؤهل لتحمله أو تخشاه وهنا أمامك خيارين إما أن تحاول إحداث التغيير بجهاد وصبر متمسكا بالثقة والإيمان بصواب ماتفعل مستمدا من الأمل قوة ومن الرضى زادا فى الحاضر والمستقبل
أو تستسلم للواقع تعلن بين حين وآخر سخطك وترفض بلسانك أو بقلبك متحملا ألما يستحقة ضعفك وإستسلامك
تلك كانت محصلة نظرة للهم العام و مقارنة مابين أمنية وحقيقة وبين حلم وواقع كان سببها الدخول الى بوابة عالم السياسة كمشاهد يتعلم ويفكر
هذا العالم الذي يتضمن كثيرا من الهموم والقضايا التى تتعلق بحياتنا في تشابك معقد بينها وبينه مسببات ونتائج وفعل ورد فعل وتأثير وتأثر
تقرأ وتسمع وتشاهد
تتعلم وتبحث وتفكر
تصل لنتائج وحقائق وتميز بين خطأ وصواب
النتيجة المنطقيه أن .. لكن .. !؟
قد يكون من مبررات الضعف الإعتقاد بأن القوة تعتمد على دعم من آخرين نلتمس لديهم مانحتاج إليه وما نفتقده وقد تكون فعلا هذه حقيقة لكن لماذا هناك أشخاص تجدها فى غني تماما عن هذا الدعم؟ هم أقوياء بذواتهم منبع قوتهم من الداخل تجدهم فى صلابة الجبال وكبرياء النجوم مثل هؤلاء أقف أمامهم منبهرا بتلك القوة العجيبة والقدره الرهيبه على التحمل في صمت لمتاعبهم
أما أنا فلا أطيق الكتمان لهم مهما صغر لا أقوى على الظهور بحالة غير حالتى الحقيقيه فلا أستطيع الإبتسام والقلب باكٍ ولا البكاء والقلب يضحك والمشكلة أننى على إستعداد تام للعدوى بالحزن وبسرعة فحتى لو كان قلبي ضاحكا فرحا ولمس في قلب حبيب مسحة حزن يستدعي حزن السنين فى الحال ويبكي مع من يحب
وأحيانا أشكو هما للبعض فأتلقى منهم سخرية وإستهانة وهنا أشعر بالندم والخيبة التى تضاعف لدي الحزن فهذا يعني أننى إعتقدت خطأ أنهم يحبونني يحزنهم مايحزنني
هذه الحالة أصعب مايمكن أن أتعرض له في يومي وخاصة إن كان هذا الهم لا يمسنى وحدي بالضرر هما عاما ومصيبة عامة لا أنكر وقتها إحتقاري لهذا الشخص وإحساسي ببرود حسه أو إنعدامه من الأساس
ولذلك إحتقرت شخصيات كثيرة قابلتها فى حياتي القصيرة
وصعد لمرتبه الأصفياء لدي قلة نادرة من الشخصيات
والإنسان الذي أحترمه وأحبه ،
· إنسان يشاركني الهم فمثله لا أشعر معه بالغربة ولا ببعد المسافة فكلانا مهتم بنفس القضايا
· إنسان يعرف متى يجب الكلام وكيف يكون الكلام فلا يصيبك بالملل والكآبه بالصمت حين تحن للحديث وتحين ساعة البوح ولا يضجرك بالحديث بلا معنى أو داع لذلك
· إنسان يشاركني الإستمتاع بما أحب أو بمعنى أدق متفقون فيما نحب ومثل هذا الشخص لا يقيدنى بتقبل أمر لا أحبه لأنه يحبه فأشعر معه بالراحه والإنطلاق إن جاز التعبير
· إنسان لاهو غبي ولا هو عنيد فصفة العند حين تجتمع مع الغباء تصبح كارثة حيث تخلق حالة من الإصرار على الغباء والخطأ وعدم القابليه للفهم وتصحيح المفاهيم باختصار إنسان مرن
· إنسان جميل بالمعنى الحقيقي جميل الخلق والعقل والقلب والروح فلا يرضى بالدون ولا يعطل عقله عما خلق له ولا يقسو بقلبه حتى يميته ولا يقتل بداخله الضمير وينقطع عمن هو أهل لوصله وقربه
وبالطبع كل هذه الشروط من الصعب أن تلمسها في شخص واحد وكأنها إستحالة رابعة لكنها من الممكن أن يتوافر بعضها فى شخص ومع الوقت يخلق الزمن والتقارب بينكما ما يكملها
شوقى هو أول من لمست فيه هذا الإنسان كصديق همومنا مشتركة وكذلك نتفق على حب أشياء كثيرة فهو كزميل دراسة تشغلنا معا أمورها وهو مثلي يكره الضجيج والثرثرة ويميل للهدوء ، كثير الكلام عن حياة أبعد ماتكون عن الواقع الذي نعيشه يصيغها في جمل حواريه وبأسلوب يحمل طعم التمنى الحزين والشوق الباكي ، ينقض اللا منطقي من الأفعال بعصبية ، مفتقد للحنان والحب
كنت أهرب به ومعه من الهموم فكنا حين نضيق بالدنيا ومن فيها نخرج لمكان بعيد عن الناس لا نقابل فيه بشر فنسير بموازاة الحقول نتحدث كثيرا وكان يستدعي بلفتة ذكية منه موقفا صاخب الضحكات حين يشعر إنى سأغوص فى حزن شخصي فتنطلق الضحكات تنعش القلب وكنا نحلم سويا فنرسم لنا دنيا من الأمانى ومستقبلا من الخيال .

31 October 2007

أنين .. شجرة



أمام كوخ خشبي كبير مهجور
رأيت تلك الشجرة
ومن بعيد خلتها
خضراء ناضرة
فسرنى مرآها الجميل وسط هذه البقعة القاحلة
وحين اقتربت منها لألتمس الظل
وما ان جلست بين يديها
حتى سمعتها تئن
ففزعت لصوت انينها
تسائلت عن سره ؟
فعرفت ان لها ماض من الذكريات وحاضر من الأسى
كانت فى زمن بعيد تعيش بين أناس تعرفهم
ولا يعرفونها
كانت تعيش وقتها غربة قاسية
حيث تجد البهجة والفرحة فى العيون حولها
والسعادة ترفرف فى القلوب أمامها
والأولاد يمرحون ويلعبون ويقبلون عليها فى سرور
وكانت تبتسم لهم
وكانت تحزن
حيث تضحك ولا يدري احد أنها باكية حزينة
كان احساسها بانها غريبة وسط هؤلاء يقتلها ويمتص رحيق العمر
تمر عليها فصول العام فلا تعرف أهي فى الربيع أم الخريف
لكنها احيانا كانت تتوهم أن هناك من يشعر بها
فكانت وقتها فقط تشعر انها حية
فتحكي عن آلامها وتشتكي
وكانت تسقط فى بئر من الحزن حينما تلقى شكواها استهانة وسخرية
وهروبا من العون لها فى مأساتها الحتمية
كان لديها احساسا قويا بالظلم والإضطهاد
حيث ترى ان من حقها ان تجد الراعي المحب
ان تلمس الحنان مثل بقية الأشجار
غير ان احساسها بالظلم ما لوث قلبها بكره قط
فملئ قلبها حب لكل الناس
حتى لمن حرموها حقها
يلتمس قلبها الطيب لهم اعذارا
..
صغيرة كانت
وكبيرة أصبحت
وفى الحالتين الحزن باق لا يزول
والكل حولها سعيد يعيش وعلى شفتيه ابتسامة الأمل
فلا تحقد عليهم بل تتمنى وتتسائل؟
حكت لى عن ذلك الفلاح الذي غرسها فى هذا المكان
وكيف كان يحبها ويرعاها ويحنو عليها حسبما تحكي لها الأرض
وحكت لى كيف أصبح بعدما أشرقت لها الأوراق وتفرعت لها فروع
وحكت لى عن الأرض كيف كانت لا تبخل عليها بكل خيراتها
وكيف كانت ترعاها رعاية أم لأبنها الرضيع
ثم كيف تركت بعد ذلك للأقدار مسئولية رعايتها
فحينا تجد بعض الماء يسقط عفوا من طفل يعبث تحتها فتشكره على عفويته حيث انعمت عليها بفضل
وحينا تجد من يسقيها ويرتب اوراقها ثم يغيب بعدها دون عودة
فيضيف للحرمان حزن الحنين والشوق وعذاب التمنى
وتوقفت عن الكلام حيث خنقها البكاء
وسألتنى بصوت يمتزج فيه الحزن بخليط من الدخان الخانق الذي يسمم المكان
هل ترى فى ما تمنيت ياصديقي ماليس من حقي ككائنة حية؟
فتقبلت سؤالها بحيرة القتنى فى بحر الشتات
اذا ماقولت انه حقك ياعزيزتى فسأحمل نفسي مسئولية القيام بهذا الواجب ولو من بابا الرحمة
وإن قلت لا انه كثير عليك فساقتلك للأبد وأظهر أمامك منافق خادع حيث تأثري بكلامك واضح فى عيونى بكاء قلب طيب
فهربت من سؤالها بسؤال
هونى عليك يا عزيزتى وأخبرينى أين ذهب ساكنو الكوخ
وكيف حالك بعدهم ؟
فعلمت من نظرتها انها فهمت ما قصدت وتغاضت عنه حزينة وتكلمت حتى لا تكلفنى الحرج فلمست كم هي نقية كالفجر
قالت : كنت أعيش بينهم غريبة الا انى لا اخفي عليك
كنت آنس بوجودهم وكنت اعيش على أمل ان تتغير الأحوال وإن عذبنى الإنتظار
والآن فقد باعد بيننا الزمان فأضاف لي هم آخر
وبت أشعر بوحشة كما وحشة القبور المظلمة
ففى النهار يمر علي بشر كثيرون بينهم من يضحك وبينهم من يسخر وبينهم من يعبث وبينهم من هو قريب الشبه منى الا انهم جميعا يمرون
نعم يمرون وفقط
وفى الليل
آآآآآآآآآآه يا صديقي من كآبته حيث الوحدة الموحشة والظلام الكئيب ونباح الكلاب وخشخشة الحشرات الزاحفة على حشيش الأرض ونقيق الضفادع يصرخ من البركة القريبة
أنى الآن مشتاقة اليهم
نعم اشتاق اليهم
فنحن احيانا نحن الى العذاب هربا من عذاب اكبر
رغم الكذب وادعاء الحب الا ان الوهم قد يكون مسكنا لآلامنا لو صدقناه
ولو عدت آلاف المرات لجاهدت على أن اخدع نفسي واعيش الوهم من جديد
صدقنى انى افتقدهم افتقد اصواتا كانت تؤنسنى ليلا
ووجوها كانت تسكن قلبي ولو بسبب القرب وطول العشرة
ليتهم يعودو
وليتنى أموت
فقد غابت الشمس
__________
الملاح التائة
الدوحة 31/10/2007

27 October 2007

الطريق ... 7




لم أكن أتوقع أن يكون إتخاذ قرار بالموافقة أو الرفض لشاب يتقدم لفتاة بهذه الصعوبة حتى رأيت شقيقتي الكبيرة فى حالة يرثى لها من البكاء والضيق والحيرة و التوتر العصبي لمجرد تقدم شاب لخطبتها ! ألهذة الدرجة يصبح القرار صعبا ؟

من وجهة نظري وقتها رأيت الأمر أبسط بكثير من أن يكلف كل هذا العناء فهناك تطلعات لكل فتاة فى الشاب التى تتمنى أن ترتبط به والأمر فقط يقتضى التحقق من توافرها فيه من عدمه وعلي ذلك يكون القرار بالقبول أو الرفض
لكن كيف لها أن تراك كما أنت ؟

ونحن تربينا على عدم الإختلاط وعلى عدم النقاش والحوار فى الأصل ان ذلك يشكل أزمة للرجل.!

فكيف حال البنت ؟ التى يترك لها أمر اتخاذ قرار مصيري هي غير مؤهلة له فليس لديها القدرة على إدارة حوار مع شاب تستطيع من خلاله أن تلمس فيه مميزاته وتبصر عيوبه وتقف على خططه لمستقبله ومستقبلها معه ... كيف؟؟؟
لا حل إلا أن تتأكد من توافر القبول ثم تسأل غيرها ممن هم قريبون منه عنه ثم تستخير الله فى الأمر وهي باكية حتى تصل لمرحلة من التشبع فتتخذ القرار كيفما اتفق وكذلك تفعل معظم الفتيات وكذلك فعلت شقيقتي
وفي الرابع من أغسطس سنة 2001 كنا على موعد مع الفرحة والبهجه فى حفل زفافها الجميل وعيني والدي تنبئ بسعادة الرضى وقلب أمي يتمتم بالدعاء ويشفق من الفراق لحبيبتها وعروسها الجميل وأنا بين هؤلاء سعيد بالحدث أفكر فى توابعه من غيابها عن بيتنا وكيف سنعتاده ؟ فكنت أشغل نفسي بالإهتمام بالضيوف والترحيب بهم حتى لا أنساق وراء تفكيري هذا الى أن إنتهت الليلة بسلام وذهبت حبيبتي لبيتها الجديد وعدنا بدونها وفى عصر اليوم التالى ذهبنا لنبارك ونهنئ فلم أدري إلا وأنا أحتضنها بشوق غائب منذ سنين وكادت عيوني تدمع لولا ثقافة متأصلة لدينا أن الدموع للمرأة فقط مع الأسف.
بدأت الدراسة بالجامعة وعلى بوابة كلية التجارة جامعة الزقازيق كانت الخطوة الأولى لدراستى الجامعية وكالعاده كان إستقبالى لها لا يحمل أية إثارة لدوافعي رغم كلمات والدي لي بأن التفوق فى الكلية يعني أشياء عظيمة تمنحك مستقبلا راقيا ومكانة تحترم من الجميع لكن كالعاده ما قدرت النصيحة
العدد الغير طبيعي لطلاب كلية التجارة جعلني أنفر من حضور المحاضرات لميلى للهدوء ولأن الضجيج يثير أعصابي أضف الى ذلك رتابة وملل أسلوب بعض أعضاء هيئة التدريس والذي يعتمدون فيه على السرد والرص دون استقبال ردود أفعال أو مناقشة أو محاولات عملية وتمثيلية للشرح والتوضيح للمقررات فكرهت بسبب بعضهم موادا بعينها مثل المحاسبة وأحببت بسبب آخرين أخرى مثل إدارة الأعمال والإقتصاد والإحصاء وكنت أجد متعتى فى حضور محاضرات إدارة الأعمال والسلوكية والرياضيات ولكن بالطبع لم أهتم بالمزاكرة المتتابعه وتركت الأمر لنهاية التيرم ومع قرب الإمتحانات إكتشفت أنى أنقى من الصحيفة البيضاء وكدت أستكين لليأس وأودع العمل لكن خفت من التوابع فاجتهدت فى تحصيل كم ضخم من المعلومات المنسية والمفقوده فمر إستهتاري برسوبي في مادة الإقتصاد ، تعاملت مع الأمر فى سرية تامة فأنا فى غنى عن كلمات التأنيب القاسية التى تنتظر أمثالى من المقصرين المستهترين من السيد الوالد فارحت نفسي وداريت عن الجميع وحتى الآن لم يعلم به.
في الدراسة والتعامل معها كان التحصيل والعمل الجدي يبدأ ويستمر لمدة شهر فقط كل تيرم وفيه ولله الحمد كانت النتيجة طيبة ومرضية وهكذا طوال 4 سنوات والختام تقدير عام جيد
فى امتحانات التيرم الثاني بالسنة الأولى تحديدا فى 21 مايو 2002 ولدت الحبيبة مريم وبمولدها ولدت إبتسامة وفرحة كان هذا وقتها وكان أجمل صباح هو الذى استيقظ فيه على وجهها الملائكي الجميل وإبتسامة ثغرها العنقودي الطيب صباح الحب والبرائة وإشراقة الأمل ، أضافت مريم لبيتنا بهجة وفرحة غير عاديه لمسها الجميع وسعدوا بها وترجم كل منا حبه لتلك الصغيرة على طريقته وكانت طريقتي عناية وإهتماما بحياتها بشكل عام ملابسها ونظافتها وجمال مظهرها وراحتها فكنت أكره أن أراها فى ضيق من أى شئ وتسعدني ضحكاتها وجديد حركاتها التى تتعلمها يوما بعد يوم متعة المشاهدة لحياة الطفولة البريئة النقية وبداية خطوات طفلة نحو حياة جديدة
صورتها وهي فى مهدها نائمة فى سلام وهدوء ملائكي أجمل وأنقى مايمكن أن تشاهده فى يومك بل فى عمرك .
من الجميل أن تعيش حالة من الحب الحقيقي الذي دليله اهتمام وحنان وشوق للقاء وخوف من فراق وكلام طيب ينسيك ماقد تراه من الحياة ومن البشر من آلام ومتاعب ولي أن أدعي أننى ما نعمت بذلك مطلقا على الرغم من أنى محاط بكل الناس الخليق بهم أن يمنحوني هذا الحب والحنان كواجب عليهم أو كطبيعة فطرية فيهم لكن الإحساس بالشئ مفقود ولذلك فليس كافيا أن تحب أحدا .. إجعلة يشعر بذلك
كان ما قيل سببا في بداية رحلة من البحث عن الحب الحقيقي الذى قد يعوض زمنا من الجفاف البغيض ومع البحث تلازم طبع الخوف والخجل وانعدام الثقة فكان الإخفاق وكان ادعاء الفضيلة حلا بسيطا وكان تعذيب النفس عقابا بدأ بالتدخين الذي بدأت إعتياده مع أول يوم لى فى الكلية وما إستطعت التخلص منه حتى الآن وأذكر أننى ما إنقطعت يوما واحدا عن التدخين رغم مرور أيام كنت فيها مريضا بالتهاب الحنجره الذي يعاودنى كل عام ورغم ذلك كنت أدخن ولو سيجارة واحده فى اليوم
وما التدخين إلا تعبيرا غير مباشر عن الرفض للحياه وإنتحار ليس صريح رغبة فى الخلاص صادقة لإحساسك أنك لا تستحق أن تعيش اما لأن الحياة كريهه وإما لأنك أنت تكره ذاتك ضائق بها
فمؤلم أن تضيق بالناس لكن فظيع أن تضيق بنفسك.
بداية عشق
وفى أحد الأيام عدت من الكلية عندي احساس بالوحدة والغربه زادت نسبتة عن الحد الطبيعي الذي يطاق
دخلت مكتبة والدي محاولا أن أتخلص من ضيقي بالتسلية فى تفقد عناوين الكتب وترتيبها فوقعت عيني على عنوان جذبني (نائب عزرائيل) يوسف السباعي فتحت الروايه وبدأ بها عشقي لعالم الكتب وخاصة الروايات التى تنقلك لتعيش فى حياة أبطالها بكل تفاصيلها فتعرف دوافع الأفكار وأسباب الأحزان والأفراح لأناس من صنع عقل وقلب الأديب
انتقلت من نائب عزرائيل التى انهيتها فى يومين الى رواية (إني راحلة) رواية دسمة العاطفه فاضت لها أحاسيس القلب وأشعلت في الوجدان حرارة مكبوتة وبين تنهيدة وأخرى تذوب بقايا النفس وتتمدد الأحلام بلا قيود ومن الروايه العاطفيه الى روايات العبقري محفوظ صاحب النزعة الفلسفيه العميقه والتحليل النفسي الخطير للشخصيات وتأثرهم بالأحداث الخاصه والعامه فكانت رواياته (بداية ونهايه ، ثرثرة فوق النيل ، الثلاثيه ، الشحاذ ،،، ) من أجمل ماقرأت
لم تنحصر قراءاتى فقط على الروايه فكان لدواوين الشعر وأيضا للكتب السياسيه والإجتماعيه فى شكل مقالات والعامه نصيب يسير
لا أدعى أننى فى تلك الفتره قرأت الكثير لكنى لا أنكر أن ما قرأت رغم قلته غير فى طريقة تفكيري ونظرتى للدنيا ورؤيتى للأشياء والأحداث .
والأزمة الحقيقية التى يقع فيها كل من له عقل يعمل باستمرار وينظر ويبصر ويفكر ويتدبر كما وصانا الله تعالى فى آيات كثيرة من القرآن الكريم أننا نفعل ذلك ونحن خارجين عن الدائرة التى تقتضى قاعدة راسخة من الإيمان بالمسلمات التى تحول بينك وبين التدمير الناتج عن التفكير خارج هذه الدائرة فلا تفكر فى شئ إلا اذا تسلحت بقاعدة متينة من الإيمان بالله والرضى بقضائه وقدره والتسليم بحكمتة سبحانه فى تصريف أمور الكون بما يحوي هنا فقط ستصبح محصنا ضد الدمار

22 October 2007

الطريق ... 6


الطريق لم يكن مغلفا بالحزن والظلام كله فقد كان ولايزال به أشياء أخرى به أفراح هلت كنسمة صيف لطيفه على ربوع القلب وبه بسمات أشرقت لها العيون وإبتهج بلقياها الصدر والأعظم أن به من حسن تدابير القدر مالم يكن من نصيب غيري
أمور فى مجملها تخلق بداخلك حالة من الرضى وقد يرقى الرضى الى أن يصبح سعادة
أسرة طيبة ووالد ذو مكانة إجتماعيه تشعرك بالفخر وتخصك باحترام ورعاية الآخرين
وأم وفية تحترم واجبها نحو بيتها قدر استطاعتها
وأخوة على اختلاف توجهاتهم ورؤاهم الا انهم أحبه
ماديا لم تكن هناك ثمة مشكلة
والحياة تسير في خطى هادئة تتشابه فيها الأيام لكنها لا تمر دون أن تشغل العقل بالتفكير تنظيرا ومقارنة وتمنى
تطلعا لمستقبل وتذكرا لماضي
فى سنة 1999 تحديدا فى اليوم السادس من شهر سبتمبر توفى جدي رحمة الله فكان موتة سببا رئيسيا لطبعة الحزن التى تغلف قلبي ذكرته أو لم أذكره . كنت وقتها فى بداية العام الأول فى المرحلة الثانوية وفي صباح يوم الإثنين كنت أجلس بين يديه أنظر الى جبينه الندي بعين متطلعه الى التفاتة تنبئ بصحوة فإفاقة فابتسامة فضمة أشتاق إليها منذ وقت مرضه ولا تمر دقيقه حتى أقبل يديه وجبينة بقلب وجل حتى أتت لحظة التشتت فانتابنى الفزع لرؤيته يحتضر ويصارع ذلك المجهول الخفي وحده ولا منقذ له ولم تمض لحظات حتى هدأت العاصفة وحل مكان الصراع سلام وسكينة وإبتسامة رضى تطمئن من يحب
رحل هو وبقي لنا الألم والحنين لنبع الحنان والحب الذي فُقد
لم يكن رحمة الله مجرد جد بل كان حبيب القلب الذى تذوب على صدره وبين ذراعية الهموم والأحزان
بدأت المرحلة الدراسيه الأصعب التى يتأهب لها الجميع إلا أنا فقد استقبلتها ببرود وإحباط كان سببه الرئيسي الكسل والإستكانة لراحة اليأس فلا جديه إلا فى حالة نفاذ الوقت ولا عمل إلا للإنجاز السريع الغير مسموح بالتقصير فيه ولإرضاء الأهل وحفظ ماء الوجه
بين زملائي كنت أظهر تفوقا في وقته وباقى الوقت كانت الدعابة والمزاح سيد الموقف فى المدرسة والدروس الخاصه
وفي تلك المرحلة التى لم نخرج فيها بعد من طور المراهقة كان هناك حكايات تحكى عن حب بين هذا وتلك فانتبهت لتلك الكلمه كل أحاسيسي المختزنة مفكرا فى المعنى الحقيقي ومستفسرا عن مضمونها وناظرا لحال من يدعونها فوجدت الآتى
شعار تلك المرحلة هو الإنجذاب الجنسي وفقط بين إثنين ونظرة منحطة للأنثى دعمها الحظر والتقييد وحرمة الإختلاط التى حجبت عن عين المحب مصادر الجمال الأرقى في ذلك الكائن الساحر ( المرأة ) فيجبرك الوضع على الإعجاب فقط بما تشاهد وتسمع إن سمعت وما ذلك إلا الجسد الممشوق والصدر الناهد والخصر العليل والعيون الجميلة الساحره والصوت الرقيق الأنثوي
أو
يبقى لك خيار آخر
أن تتخيل الأجمل والأرقى من قلب طاهر وعقل راجح ومنطق سليم ورحابة صدر وأخلاق تحترم ورقى ذوق يقدر
فاخترت هذا الحلم والخيال حتى ماعدت أستطيع أن أقبل الواقع الآن فجنيت على نفسي وصدمت وبعناد ما ودعت الخيال والحلم لحظه
وبقي عندي أمل
..
.
أحبائي
غيابي عن صفحات مدونتى له أعذار بقيت تعذبني طوال هذه الفترة وقد تستمر لكن يبقى لى فقط أن أعترف بين يديكم أننى لا أشعر بوجودي إلا بينكم أرسم صورتي بالكلمات لتروني
فكيف رأيتموني هذا هو السؤال؟
لكم مني كل الحب
..
الملاح التائة
الدوحة 22/10/2007

02 September 2007

الطريق .......5



رغم روعة شخصيته وجاذبيتها فإنه مع هذا يحمل كغيرة من البشر تناقضات عجيبة تدعو للحيرة فمع الطيبة ترى القسوة ومع الحلم ترى الغضب وبجوار الذكاء تسكن السذاجة وتحت العبائة زي القرن العشرين ، تراه متمسكا بتقاليد باليه و تجده مرات يسب التقاليد التى تقيد البشر بتصرفات لا هي من الدين او العقل في شئ . أمور محيرة في شخصية القاضي لكن أعجبها على الإطلاق هي طريقته الغير عادية فى التعبير عن الحب فلا هي كلمة طيبة ولا نصيحة روية تقال في هدوء وبرغبة لحوحة فى أن يؤخذ بها بالإقناع والمناقشة ولا هي قبلة حنون في لحظة حزن أو ضعف أو ضمة الى الصدر تريح معذبا شقيا هي ابعد ماتكون عن كل ذلك هي صدمة بكل ما تحمل الكلمة من معني فتعبيره عن الحب يظهر فى صورة جبارة مرتدية ثياب الكره والسخط آمرة بالخير والصواب لكن باسلوب يشكك في النوايا وحسنها يشكك فى وجود الحب في الأصل

أعتقد أن جميعكم يكره أن يقع في حيرة لأنها غضب يصب على جهازك العصبي وحمي تصيب عقلك تنبه فيه كل عناصر التشتت ومقومات الضياع وأقسى عقاب لك يكون إذا ما طالت حيرتك عمرا لا تستقر على ميناء من الطمأنينة والسكون الى حقيقة ثابته وتبريرات مقنعه
شئ آخر أصعب أو هو رفيق للحيرة هو الإحساس بالعجز حيال قضية حياة فإحساس العجز يصبح طعمة مرا علقما إذا كان الأمر خطير ويتعلق بالمستقبل وبناء الذات وتربية النفس حين تعرف أن الوضع غير صحيح وأن الحل جزء منه مستحيل ومن الممكن أن نتغاضى عنه وننقذ ما يمكن إنقاذه وجزء منه ليس بيديك ولا ولن تستطيع أن تحققه كيف سيكون إحساسك بالألم؟
ويكفيني ما قولت وحسب حتى لا تضيع مني ذاتي
........
كانت أجمل اللحظات هي لحظات الحلم والخيال وكانت هي دنيتي الأرقي وحياتي الأجمل فيها ترفه قلبي في دنيا السعادة حالما
فأجدني أجلس على كرسي الحكم لهذا العالم نعم العالم كله بكل مافيه من خيرات أمتلك قوة جبارة لم تعطي لأحد قبلي والكل يتطلع الى هذا السلطان ينتظر منه فعل المعجزات
وأفكر
ولكن ولأول مرة أجد سعادتي في التفكير هذا
فأقرر أن تنتهي كل النزاعات والحروب من العالم وتجتمع في قاعة الحكم حالا كل أطراف النزاع فتعرض قضيتها ثم تستمع لحكم هو عين الصواب والرحمة والعدل هو حكم الله بالعدل والإحسان فيسود السلام أرض الرب وتنتهي مصائب صنعناها بأيدينا
فلا اسلحة تمتلك لأى دولة لأن هناك دولة واحده على الأرض وكل شعوب الأرض سواسية أمام الله وتحت حكم عادل
تنصب محرقة كمحرقة النازيين لشئ قذر إسمه الجهل وتصبح كل العلوم مباحه لكل الأجناس والفضل لأولى البذل والسبق وتسخر لسعادة البشرية ورخائها
تعيش كل فئة فى المكان الذي تريد أن تعيش فيه مسالمة مطمئنة على حالها لا مساس بحريتها فى الإعتقاد بأي دين وللعلم كلمتة الأولى فى حل النزاعات وللعقل قبضته المسيطرة على كل الإنفعالات وللقوة بطشها على كل التهورات والسفاهات حكم المنطق ورحمة الدين ومحبة الرب
تنشأ هيئات مهمتها القضاء على التخلف وتربية النفوس على الفضيلة ومعالجة التشوهات النفسية والعقلية لدي فئات البشر المختلفه بكل ما أوتيت من علم وصلاحيات تسخر لخدمة أهم وأعظم الكائنات على وجه البسيطة
الإنسان
فاليحيا سعيدا محبا للحياة سويا في تكوينه العقلي والبدني والروحي
يخدم عالمه ويخدمة عالمه
ويقف أمام شيطانه قوة تمنعه من التمادي في البطش بإخوانه في الإنسانية

ما أجملها من حياة وما أسعده من عالم هذا الذي أقيم من محض خيال صبي يتمدد على بساط من نسج الحلم ينظر فى بلورتة السحريه المطله على خيال وحلم سعيد
......
يتبع

28 August 2007

الطريق . 4



ن ننسب أسباب أخطائنا إلي غيرنا لكي نبرئ ساحاتنا ونلقي شبح المسئولية الضميرية من على صدورنا وهكذا نريح ذلك العضو المعذب بداخلنا المسمى بالضمير ، لكن ... مقدار النفع رغم ثقل وزنة ضئيل


فراحة الضمير ليس بعدها علاج للخطأ وتصحيح للمسار وتلبية دافع ملح ينادي باستمرار


بأن عاقبوا المخطئ الحقيقي حتى يستريح المتهم زورا بالخطأ


وتلك هي المأساة الحتمية والتى لا يتحمل مسئوليتها فرد على الإطلاق


هي جريمة بغير متهم رغم حضور كل أطرافها و حكم غيابي على حاضر ومع وقف التنفيذ وبدون علم المتهم ومع بقاء الظلم واقعا على المجني علية


هل رأيتم ذلك من قبل ؟


أنا واثق من أنكم جميعا رأيتموه وعشتوه وإنتابت عقولكم حيرة لكنها امور نسبية فمدي ما يترسب في قلوبنا من مرارة بكل تأكيد مختلف في مداه وعمقة وتلك رحمة من الله


شئ آخر في هذه القضية مثير للعجب


وهو أن المجني عليه يحب المعتدين وهم أيضا لا شك يحبوه فإذا ماتدخل فى القضية سقراط أو أرسطو كمستشارا يقف على حل اللغز ويتعقب خيوط الجريمة ويتتبعها الى أن يصل الى المصدر، هدمنا بعضا مما إتفقنا عليه سابقا وبات المجني عليه جاني والمعتدون في ساحة البراءة يطلبون حقا من معتد أشد بطشا وظلما يطلب هو بالتبعية تدخل المستشارون في القضية لمزيد من البحث والتمحيص


فتنقلب الأوضاع وتتشابك الأطراف وتتوه هيئة المحكمة في ظلام متشعب متغلغل لايبشر بظهور دليل أو رؤية حقيقة ثابته
شئ واحد يخرجنا من هذه الأزمة هو أن نحاول صادقين أن ننساها وقد فعلت ذلك هي أو هي قد غيرت نظرتها نعم هي غيرت نظرتها في القضية وللقضية فانقلبت من ساخطة الى محبة ومن بشعه الى رقيقة ومن مظلومة ومتهمة غيرها بالظلم والتقصير الى مسالمة وادعة


أما أنا فلم أفطن الى هذا الحل فى ذلك الوقت فظللت أنتظر الحكم في قضية بلا قاضي أو كما وصفتها سابقا ومع طول الإنتظار وإقتراب لحظة التحول كانت حياتي في مرحلة الإنتقال السلمي الذي لا أدعى أنه سلم من الخسائر لكنه أيضا أفادني كثيرا فاهدانى بمزية غيرت شيئا بداخلي في إعتقادي أنه للأفضل ويخص تكويني العقلي والفكري


أما العاطفي والحسي ففيه كانت الخسارة التى ترسبت فى الأعماق تاركة ماتلمسونة دائما في ما أكتب من حزن لا تعلمون سرة وبيدها هي فقط أن تداوية وتمحو أثرة من أعماق القلب فتبتسم الحياة من جديد وتشرق شمس الأمل منادية للسعادة والحب الصادق فيلبون ندائها رحمة بي


أقول أن هذه الرغبة وهذا الشئ المفقود شكّل وما زال معاناة لدي تنتظر أملا من الرحمة أن يتحقق فإذا ما أبى أن يصير واقعا لا قدر الله ذلك فسوف يبقى الملاح تائها ضائعا يعاني وحده مالا يفهمه المحيطون به والمدعون لمحبته


وبعيدا عما سبق وعن القضية المحيرة والحل الرائع المسالم


هناك كثير من القضايا معلوم جيدا أطرافها ومعروف فيها من الجاني ومن المجني عليه وهاهو القاضي يدخل قاعة الحكم ويجلس في شموخ على كرسية الفخم يحيطه مستشاروة ويبدأ بتلاوة الحكم فى القضية مستبعدا عين الرحمة من صدر العدالة فيحكم بالعدل بعقاب قاسي لا يتوافق مع حجم الجرم وأيضا لا يعدل بين المتهمين فى توزيع العقاب ، ذلك النوع من القضايا يدعونا الى التفكير في شخصية القاضى وأن نتأملها جيدا!؟

...

يتبع

24 August 2007

الطريق 3



أن تعيش الحياة بطول زمنها وباختلاف أحوالها

أن تعاصر أحداثا

وأن تقابل أشخاصا

وتجعل ذلك يمر عليك دون أن تتوقف لتسأل ؟ وتفكر ؟ وتبحث ؟

فأنت إنسان محظوظ لم يشأ الله أن يعذبك مثلي ومثل غيري ويشقيك بالبحث ويحملك عناء السؤال

أنت تعيش وترى
لكنك سعيد لأنك لا تفكر

هادئ النفس لأنك لا تبحث

مرتاح البال لأنك لا تسأل
ولو أنك إستطعت أن تمحو ذكريات الماضي وتودعها صندوقا فتغلقه عليها وتلقي به في البحر فانت محسود من أمثالي
فأمثالى يستدعون الذكريات دائما ويفردوها على طاولة معدة خصيصا للقيام بعملية خطيرة أشبه ماتكون بعملية التشريح للجثث والجثة فى هذه الحالة هي ماضيك
وماضيك هو أنت
ذكرياتنا الجميلة كالفاكهه الطازجه لها أوانها الذي تظهر فيه فيسعدك حضورها
والذكريات المرة كعلبة الدخان في جيبك فقط ما عليك إلا أن تمد اليها يدك فتجدها طوع أمرك
حضور الذكرى له مبرراته
لكن الأسرع فى تلبية الأمر هي كل ذكرياتنا الحزينة
تذكر أول يوم لك فى المدرسة لأنك بكيت فيه وتذكر يوم جئت الى البيت فلم تجد أمك لأنك فزعت وحزنت لذلك وتذكر أيام الجنائز ومنظر القبر ووجوه الموتى لأن الحزن في قلوبنا يثبت أقدامه بسرعة ويبقى أثرة طويلا طويلا
من عادة الذي يفكر أن يأخذ منه التفكير مزية الإنتباه لمحيطة وأحداثه وأن يبقى بطيئا في ردة فعلة أو تلقائيا لأنها إما أن تصدر بعد تفكير وتأمل أو تصدر عن لا عقل وبتلقائية

وتلقائية الفطرة لا تلقى دائما ترحيبا بل تلقى إستهزاءا وسخرية وفي أفضل الأحوال تلقى تعجبا وإندهاشا

فما بين ساخر ومندهش وهم الأغلب وما بين محب لأنه فهم وهم القلة النادرة أسير في الطريق
وفي الطريق التقينا فتلازم سيرنا جنبا الى جنب نمر بالأحداث فيتفكه بها ويتندر ويبتهج ضاحكا ساخرا وأفكر فيها وأتأمل ومن سحر سخريته أستشف حقيقة المهزلة التى قدر لنا أن نعيشها

ألقاه ذات يوم فأبتسم فيصيح ضاحكا ويحكي نوادر عن الصحاب وما فعلو ونقرر ذات يوم أن نسخر من المهزلة وندع الجد للمجدين

تلك رغبتي وهذا ما تمناه هو

فالتذهب الحياة الجاده اللى الجحيم وهيا بنا نضحك

كنت حريصا بعدها على أن تصبح الضحكة محور لقائنا وكنت دائما أتمنى ألا أفارقة

وجدنا أن في حضرة العلم والمعلم تصبح النكتة لذيذة والسخرية ممتعه لأن المهذلة تستحق ذلك ولأن الخطأ يعاند الصواب ويسخر منه ويخرج لنا لسانه
هيا بنا نسخر من الخطأ ولا نعطية الفرصة لكي يغيظنا ويتعب قلوبنا ولنبتهج يا صاحبي
مثل الشيخ حسني في فيلم الكيت كات الأعمي الذي يري عيوب المبصرين كفيف لكن نور عقلة بدد ظلام عالمه بائس لو ترك للخطأ فرصة السخرية من الصواب اللذي يبصرة ولا يبصرة الأسوياء المبصرين لتعذب وإكتأب ومات
لكنه علمنا أن نسخر من المهزلة
فالمجتمع كله مهازل ألا ترى معي ألا تعي أن الخطأ فيه يطرد الصواب وأن الحقيقة إحتل مكانها الوهم وأن الفطرة بات الزيف والنفاق اظهر منها وأقوى

يفعل فلان مانعلم جيدا إنه خطأ وفلان قدوة

تدعي فلانه أنها بريئة طاهرة ونعرف أنها أبعد ما تكون عن الفضيلة

ويقولون ان هذا هو الصحيح ولكن العقل يرفضه ويأبى تصديقة

يجبروك أحيانا أن تفعل ما أنت غير مقتنع به ويقولون لا تعاند ولا تصر على غبائك

ثم تكتشف أنك كنت على حق وأن ما طالبوك به هو الخطأ وهو عين الزور

لوثنا المجتمع وخلط بين موازين الحق والباطل فى وقت كنا أضعف فيه من أن نقاوم ونرفض ونقرر حقيقة الحق ونبطل زور الباطل

فاخترنا ان نسخر من تلك المهزلة
حين تقف الطبيعة ضد الطبيعه تحدث أزمة وما حدث لنا كذلك عاند التمرد والميل للسخرية وغرام الإستكشاف وتلك طبيعه بداخلنا ، الخوف من العقاب ومن العواقب فتغرينا تجربة ونتأهب للخوض فيها بكل حماس وحين تظهر عقبة ويلوح في الأفق عقاب نتراجع

الا مرات قلائل كان اغراء التجربة أقوى ومتعتها أكبر وتستحق أن نتحمل في سبيلها اى عقاب خاصة حين تكون قد شغلت حيزا كبيرا من تفكيرنا وألحت علينا وكانت سببا في حل لغز والوقوف على سر

يتبع

19 August 2007

الطريق 2



على طول الطريق أجدني في حالة غريبة تشبه حالة طفل يسير فى ممر مظلم لا يصرخ ولا يبكي لكنه يبحث عن شئ
هذا الشئ إستأثر بكل خلايا عقلة فجعله زاهلا عن طريقة المظلم متغاضيا عن بشاعة المنظر وكآبة الطريق
ولا يعلم أحد إن كان هذا خيرا بحيث أبعده عن التألم للواقع والإنخراط فى مصائبه أم شرا بحيث يجعله يسير دون أن يتحسس خطاه فيقع مرات ومرات فى مشكلات لم يختلقها ولا يدري لم ولا كيف؟

إنفرط العقد الأول وتلوثت البرائة وتدنست الفطرة النقية بفضل أولى الجهالة

ومرت سنين تعلمت خلالها أن أشك فى الناس في أقرب الناس شك حذر وتكذيب لكل ما يقال وتعلمت أن أفكر لماذا يفعلون ذلك وأن أسأل

أسأل نفسي غالبا فأجد الجواب حيرة لا نهاية لها فأشك فى ذاتى وفى قوى عقلي الذي لا أقدر سواه

تراكم هم وألم وتربى بداخلى ميل للإنعزال عن نوعية من البشر لا تجيد الفهم فلا أقوى على تجميل القول أو النفاق فألتزم الصمت طيلة بقائي على كره فى وجودهم وبت بينهم غريبا أسكن عالم غير الذي يسكنوه عالم خاص جدا بأفكارة ومشكلاته وأفراحه أيضا عالم الملاح التائة

في الطريق قابلت رفاقا كثيرون جدا . . . قريبون جدا . . . . . بعيدون جدا
منهم

اللذين يحبونني . . . علموني الحياة

واللذين يكرهونني . . . علمونى الحذر

واللذين لا يبالون . . . علموني الأنانية

هم كل من قابولنى فى الطريق فى ثلاث عبارات موجزة

و هذه الأشياء هى أهم ماتعلمت على طول الطريق

الحياة

كيف تتعلم الحياة ؟ أهى علم ؟ وماذا يتضمن هذا العلم ؟

هو علم من أعظم العلوم علم شامل وراقى وجميل علم يتسع لكل فضيلة ويشمل كل جميل وينطوى على كل خير
ويفوح بكل روائح الزهور اللاتى أحبتني
وبكل أشعة النور التى غمرتني

إنها الحياة

فماذا عن الحذر ؟ عن الخوف ؟ عن الشك ؟ عن التكذيب وعن الزيف ؟

عن هؤلاء اللذين يكرهون ؟ لم يكرهون ؟ والله محبه

لم يكرهون ؟ والحب هو الحياة وهو النور وهو الأمل

اللذين لا يبالون

وهم أحق الناس بأن يكونو ذو بال اللذين يهملون ويهملون ويهملون فيتركون فى النفس ألما ويتركون فى القلب دمعا ويلوثون نقاء العذب من الماء الطهور

اللذين يجهلون فيضرون بغيرعلم
ويضرونا بغير ذنب جنيناه
غير أننا تلاقينا على الطريق

18 August 2007

الطريق

مع إشراقة الفجر من يوم السبت الموافق الثاني من فبراير للعام 1985 ميلادية كان صدور الأمر الإلهي بأن يكون وكونه قد كان بالأمر كن فإنه لابد وأن ينتهى ويفني بنفس الأمر المكون من حرفين وبين الأمرين فسحة من الزمن وفيها سير على طريق
وكم هذا الطريق عجيبا فهو ليس ككل الطرق ممهد ومحدد الإتجاه وواضح المعالم ، فيه الكثير من الأمور المبهمه وبه أشياء ليس لك فيها إختيار ولا قرار لازمنا ولا مكانا فقط عليك أن تسير حتى يقال كن فتكون
وعلى الطريق تلقى أناسا لهم طريق أيضا قد تسيرا معا زمنا وقد تسيرا معا للأبد وقد تلتقيا بين مفترق الطرق ، من هؤلاء جميعا تتعلم
ومن هؤلاء من هو موجود ليعيق سيرك ويحطم طموحاتك ويترك فى نفسك ألما قد يؤخر نجاحك وقد يعدمه نهائيا إن أردت فالأمر بيدك لأن هذا طريقك وتلك مهمتك

من وضعتني على الطريق ليست ممن ادعى انها واحدة ممن قابلنى عليه فهى أصل وجودي عليه من البداية هى بوابة المرور التى من خلالها كنت ، حبها أمر فطري لكنه قدري أيضا لا اختيار فيه ولا قرار
على الطريق إلتقينا بعد عام من صدور الأمر بأن أكون وسرنا معا تتغير وتتبدل بنا الأحوال من يسر الى عسر ومن تفاهم الى خلاف ومن صلح الى خصام ومن عند الى هواده وتسامح ولكن دائما يبقى بيننا الحب الخالص الذي لا يعكر صفوة شئ مهما كبر ولذلك بقيت وسأظل أحبه
كانت من أول من سرت معهم على الطريق حبيبة الى قلبي دائما رغم إختلاف رؤانا وعندنا المتأصل فقط تنتهى كل إختلافات وجهاتنا عندما نجتمع على الشئ العظيم الذي بيننا فننسي كل اختلاف ويبقى الحب
هو أيضا مثلها من أوائل من صاحبوني على الطريق وممن علموني جمال الرومانسية وحلاوة الشعور وسحر الحب جميل جماله حلو كلامه عنيدة صلبة آرائه غيورطبعه محب للإمتلاك ومحب لأشياء أخرى أرقى وأعظم ورغم كل شئ أحبه
لحقت بى فى الطريق فالتقينا قدرا ومع تبدل أطوارها من سئ لأجمل ومن طفولة لنضج تتضح منها الطيبة وتأصل الحب للخير بقلبها ورغبتها الطاهره فى الله التى ارجو أن يباركها سبحانه لكن العند اللعين قد يربك سير مجتهد اذا التقى بمن هو ضده واذا لم يستعمل ذكائه وقد يفعل العكس فيزيد من العزم ويقوي الإرده وتلك أمنيتى لتلك الحبيبة
له دائما النصيب الأكبر من الإكبار والحب في قلبي لحقت به على الطريق فسرت معه أغرقني في نهر حبه الطاهر وعذب حنانه الشهي وجميل قلبة الطيب لكنه تركني قبل أن أنهي طريقي لأن طريقة كان قد إنتهى وامره قد صدر فودعته باكيا حزينا على أمل لقياه بعد ان ينتهى الطريق
كبريائها وإعتزازها بنفسها يجبرك أن تعجب بهذه الشخصية القوية المدهشه لحقت بها وسرت معها فرأيت كم هي عظيمة حقا مظهرها لا ينبئك عن كم قوتها فهي ضعيفة مستكينة هادئه لكن مالاتراه قوة لا توجد فى الرجال وكبرياء خليق بأمراة عظيمة الأثر فى حياة ذويها وحنان وحب قد تراه يتنافى مع الكبرياء والعظمة لكنه سر من أسرارها ، تركتني الحبيبة الحنونة فى هدوء وإنسحبت من الحياة بعد سير أجهدها وهدها تركتنى عظيمة ذات كبرياء كما التقيتها فى بداية الطريق

14 August 2007

الحنين

لأن كل التجارب التى مرت بي شئ وهذه التجربة شئ آخر مختلف وصعب وخطير أيضا كان لابد أن أسجل هنا بعضا من خطوطها العريضة التى إما أن تكون تذكيرا لي فيما بعد وإما أن تكون تذكيرا لغيري بي إذا ما إنتهت حياتي هنا وهذا مجرد إحتمال وارد
البداية كانت طيبة ففى أوائل أيامي فى الغربة كنت محاطا بأشخاص أعرفهم ويعرفونني وكل يوم على مدار أسبوع كامل كان هناك جديد والجديد دائما مثير وممتع وهكذا يمر الأسبوع الأول نهارا إستكشافيا وليلا موحشا فى وحدة خالصة لكن يمحوها النوم سريعا
ليس من السهل أن تقنع بمخالطة أناس لا تجمعك بهم هموم مشتركة وآمال قريبة وأفكار يمكن أن تتمخض عن نقاش وكذلك ليس سهلا أن تنافق وليس سهلا أن تقول كلاما بلا معنى ولمجرد الحديث وتلك أزمة الحوار الأولى والتى ليست مشكلة لأنى معتاد عليها فى بلادي
فى الصباح الباكر من كل يوم أتأهب للنزول الى عملى أصلى الفجر وأجهز وجبة إفطار خفيف أعد بعدها فنجان القهوة ثم أخرج لركوب الباص أدخل مكتبي وأجلس منتظرا عمل اليوم الممل والمتكرر والذي ينتهي فى الخامسة مساءا وعلى مدار احدى عشر ساعة تنتهى فيها محاولاتى للتخلص من الملل وللتغلب على سخافات البعض وللتنفيس عن غضبي من كم الغباء الذي يحيطني حتى ينتهى اليوم
فأعود الى السكن فأجد الرفيق كاظم قد أعد الغداء اتناول الغداء فاعد كوب الشاى ونجلس أمام التليفزيون نشاهد اى شئ ونفكر فى كل حبيب قد نذهب الى الإنترنت كافيه أو الى قهوة أم كلثوم أو الى النوم مبكرا لأن الجو لا يساعد على الخروج ، تلك هي أكثر أحداث اليوم تكررا
اجد سعادتى عندما أتحدث مع أحبابي فى مصر من أهل وأصدقاء وأحبة وأذوب شوقا وحنينا عندما أسمع منهم ذكريات أيام مضت ساعتها أتمنى لو أترك هذا المكان وأعود فأرتمي فى أحضان الأحبة مودعا غربتى بلا أسف عليها
....................
ــــــ ولقائنا الأول .. فتعلق القلب بها من النظرة الأولى ففقدانها وضياعها لثلاث سنوات
وفرحة القلب بمفاجأة اللقاء مرة أخرى وفرحة القرب وتحقق المنى بعد أن كان مستحيل التحقق وصعب المنال
أخلاقها الطيبة وتدينها العاقل وحبي لها الذي يزيد يوما بعد يوم وإحتياجي لها ورجائي بأن تكون لى
شوقي وجلستنا معا على القهوة وتندرنا بحالنا العاطل اليائس وتسكعنا سويا فى الطرقات نهرب بالحديث عن هموم شبابنا الغض التى ماكانت لتكون لولا حال مصرنا الحبيبة ، كلماته عن الحب وعن اللإرتباط وخوفة المرضي وخجلة العذري من فتيات الجامعة ومناه بأن يتزوج وفقط وكأن كل مشكلات حياته ستنتهي بمجرد زواجه
سهراتنا فى الصيف عند الساقية ضحكاتنا البكر على مواقفنا سويا
حبنا المشترك لصوت أم كلثوم عودت عيني وليلة رومانسية فى أحضان الطبيعة
الركن الثقافي على القهوة وجلجلة الضحكات وحلاوة القفشات وسعادة الأعين الساهره الهاربة من الهموم
الثلاثي المرح وجبهة الحفاظ على الصحه وجمال قلب الأصدقاء والأحضان الباكية عند الشدائد والحب الذى بات بعيدا
م . ع وحديث طال لساعات فى الشرفة وجمال إنسان طيب القلب صافى الإبتسام محب للصداقة ومحب للملاح
حديثنا عن الأمل وعن أوجاع الحب التى أصابت كلانا محاولاته للتعرف عليها وغموض كلماتى التى جعلته ييأس من الوصول ، حبة الأول وسعادة قلبة الغض بحديث مع صاحبة العيون الجريئة والصوت الإنثوى ، تقبله للنقاش ورغبته فى المعرفه وفيروز وحكايات مسها الشوق
وأخيرا يوم صعب ذقت فيه خوفا بشعا وقلقا بغيضا وعرفت فيه كم أنا أحب هذا الإنسان
.....................................

29 July 2007

تساؤلات


لماذا من الممكن أن يعجب الواحد منا بلوحة فنية مثلا رغم أنه يعرف أن هذه اللوحه الغالية الثمن الجميلة النسق والأللوان ليست كما ينبغي أن تكون ويعرف أن هناك مئات اللوحات الفنية الأجمل والأروع منها بمراحل والأصدق تعبيراً أيضا ؟

لماذا تعجب بهذه اللوحه بالذات رغم أنك تبصر جيداً عيوبها وتعرف كل هفواتها وتستطيع بكل بساطه أن تعرف إن كان في إختيارهذا اللون غباء أو في ملامح هذا الوجه زيف أو في نظرة تلك العينين كذب؟

..

لماذا يعتقد السذج أن بإمكانهم أن يقنعوك بصدق قولهم وصدق مشاعرهم ؟

ولماذا تقنع أنت بذلك رغم علمك بزيفه ؟

..

لماذا أنا لست أنا دائما ؟؟؟

....

لماذا لا يصبح الخيال واقعا والحلم حقيقة والحب مباحا والأماني أحداث آنية ؟

25 July 2007

الصياد والفريسه

الرجل او غالبية الرجال يتعامل مع المراة بمنطق الصياد
وفخر الصياد المحترف ونجاحه في أن يوقع فريسته بمجهود بسيط هذا أولا وألا تستعصي عليه فريسه فينهزم أمامها ويقر بالعجز ويقع هو فريسة علي غير المتوقع


وذوات الحسن والجمال أو اغلبهن يتعاملن مع الصياد أو مع الرجل بمنطق الفريسة


ونجاح الفريسه في أن يخفق صيادها فيخطئها ولا يدري كيف يوقعها في شباكة فيحير في أمرها ويفر منها علي غير المتوقع


وفخرها بأنها صدت هذا ورفضت ذاك


فريسة وصياد


وصياد وفريسة


هذا هو منطق كل من الرجل والمراة في تعاطي الحب


ولا أعمم هنا ولا أدعي أو أقرر حقيقة مطلقة فقط أقرر جزءا من الواقع الذي أرفضه كشخص له منطقة الخاص به


منطق أكثر تحضرا


يقتضى الآتي


أن تبني علاقة الحب علي أرض الواقع أو بمعنى أدق منطقة الحب أى جعل الحب له منطق وله عقل يقف بجانب القلب الهيمان


أن لا يتغاضى المحب عن ما يتمناه من حبيبه وما قد رسمة له في خيالة من قبل بمعنى أن نحاول أن نحصل بقدر الإمكان على ما نتمنا في شريك الحياة والعمر فلكل منا ذوقة ورغباته وأمنياته التى تختلف عن الآخر فمنا من يرغب فى انسانة عاقلة هادئة خجولة ومنا من يتمناها جميلة جريئة منطلقة مثقفة متحضرة .... والناس فيما يعشقون مذاهب


أن تري في حبيبك إشباعا لخمس جوانب نحتاج فيها لغيرنا لكي نكملها وهي


الإشباع الجسدي


الإشباع العاطفي


الإجتماعي


الفكري


الروحي


دون أن تهمل واحدة منها لأنها ستكون كارثة فمن تتمناها يجب أن تجد متعة لعقلك معها ان تحب حديثها أن تجد ان التفاهم معها شئ سهل وشئ ممتع


أن تغنيك عن الأنس بغيرها تحتضنك وتحتويك


أن تكون لك أما وأختا وزوجة وصديقة وحبيبة


أن تشعر معها بسعادة لا تجدها إلا في القرب منها أن تجد فيها الدافع لأن تكون أفضل فترتقي بك


أن تختصر في عينيك كل نساء العالم فلا ترى جميلة ولا رقيقة ولا أنثى سواها


هذا هو الحب باختصار


17 July 2007

أحبيني بلا عقد

أحبيني .. بلا عقد

وضيعي في خطوط يدي

أحبيني .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات

فلست أنا الذي يهتم بالأبد

أنا تشرين .. شهر الريح، والأمطار .. والبرد

كصاعقة على جسدي

أحبيني ..بكل توحش التتر.

بكل حرارة الأدغال كل شراسة المطر

ولا تبقي ولا تذري

ولا تتحضري أبدا

فقد سقطت على شفتيك كل حضارة الحضر

أحبيني..كزلزال .. كموت غير منتظر

وخلي نهدك المعجون..بالكبريت والشرر

يهاجمني .. كذئب جائع خطر

وينهشني .. ويضربني

.كما الأمطار تضرب ساحل الجزر

أنا رجل بلا قدرفكوني .

. أنت لي قدري

وأبقيني .. على نهديك..مثل النقش في الحجر

أحبيني .. ولا تتساءلي كيف؟

ولا تتلعثمي خجلا

ولا تتساقطي خوفا

أحبيني .. بلا شكوى

أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟

وكوني البحر والميناء.

.كوني الأرض والمنفى

وكوني الصحو والإعصار

كوني اللين والضعف

..أحبيني .. بألف وألف أسلوب

ولا تتكرري كالصيف

..إني أكره الصيفا

..أحبيني .. وقوليها

أرفض أن تحبيني بلا صوت

وأرفض أن أواري الحب في قبر من الصمت

أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت

بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت.

.بعيدا عن تعصبها..بعيدا عن تخشبها.

.أحبيني .. بعيدا عن مدينتنا التي من يوم أن كانت

إليها الحب لا يأتي

إليها الله .. لا يأتي

ولا تخشي على قدميك- سيدتي - من الماء

فلن تتعمدى امرأة وجسمك خارج الماء

وشعرك خارج الماء

فنهدك .. بطة بيضاء ..لا تحيا بلا ماء

..أحبيني .. بطهري .. أو بأخطائي

بصحوي .. أو بأنوائي

وغطيني ..أيا سقفا من الأزهار ..يا غابات حناء

..تعري ..واسقطي مطراعلى عطشي وصحرائي

..وذوبي في فمي .. كالشمع وانعجني بأجزائي

تعري .. واشطري شفتي إلى نصفين

يا موسى بسيناء

نزارقباني

13 July 2007

كوني إمرأة

أريدك أنثى
ولا أدعي العلم في كيمياء النساء
ومن أين يأتى رحيق الأنوثة
وكيف تصر الظباء ظباء
وكيف العصافير تتقن فن الغناء
أريدك أنثي
ويكفي حضورك كي لا يكون المكان
ويكفي مجيئك كي لا يكون الزمان
وتكفي إبتسامة عينيك كي يبدأ المهرجان
فوجهك تأشيرتي لدخول بلاد الحنان
أريدك أنثى
كما جاء فى كتب الشعر منذ ألوف السنين
وما جاء في كتب العشق والعاشقين
وما جاء في كتب الماء والورد والياسمين
أريدك وادعة كالحمامه
وصافية كمياه الغمامه
وشاردة كالغزالة
مابين نجد وبين تهامه
اريدك مثل النساء اللواتي
نراهن في خالدات الصور
ومثل العزارى اللواتى
نراهن فوق سقوف الكنائس
يغسلن أثدائهن بضوء القمر
أريدك أنثى
لتبقى الحياة على أرضنا ممكنه
وتبقى القصائد في عصرنا ممكنه
وتبقى الكواكب والأزمنه
وتبقى المراكب والبحر والأحرف الأبجدية
فما دمتى أنثى فنحن بخير
أريدك أنثى لأن الحضارة أنثى
لأن القصيدة أنثى
وسنبلة القمح أنثى
وقارورة العطر أنثى
وباريس _ بين المدائن _ أنثى
وبيروت تبقى _برغم الجراحات_أنثى
فباسم الذين يريدون ان يكتبو الشعر كوني إمراة
وباسم الذين يريدون أن يصنعو الحب كوني إمرأة
العبقري
نزار قباني

06 July 2007

الكنز

يبقى لدي الإنسان مع مرورة بكل تجربة إضافة جديدة تراكمية لخبراته فى تلك الحياة فالتجربة خير معلم لكن هناك تجارب تترك بجانب هذا شيئا من الحزن على أنها فشلت كأن تكون رغم أنك تعلمت وإكتسبت خبرة خسرت شيئا عزيزا هو نجاح التجربة ذاته وما سيترتب عليه فيما بعد
وأشد أنواع الحزن الذي تخلفه تجربه فاشله هو تجارب العلاقات الإنسانية كأن تتعرف لإنسان تتوسم فيه بادئ الأمر خيرا وتأمل أن يصبح صديقا جميلا خلوقا تحبه ويحبك وتكتشف أنك لاتستطيع ان تستمر فى هذه العلاقه مع هذا الشخص لعيب فيه أو عيب فيك وفيه معا ألا وهو عدم التفاهم مثلا أو إختلاف القيم والطباع والمعايير القياسيه لدي كل منكما
حزنك يصبح كبيرا إن كنت قد تعلقت بهذا الشخص وتصبح العلاقه إن إستمرت عذابا
لذلك من الأفضل ألا تستمر
الزواج
أشد أنواع العلاقات خطورة وأكثرها أهمية وليس لأحد حق الإختلاف على هذه الحقيقه ، لذا هذا النوع من العلاقات يستحق كما كبيرا من العناية والدرس والإهتمام بكل تفاصيلة فيه فهو إما أن يكون خيرا فى مجمله أو شرا مطلقا لذلك يجب الحذر
الطريقة التقليديه للزواج في رأيي ووجهة نظر غير مرضيه فهي أولا ضيقة المجال فى الإختيار لأن بها من الضوابط والقيود التقاليديه ما يضيق مجال الإختيار لأضيق الحدود فمن محيط العائله مثلا تختار أو من محيط الحي والبلدة اوأو
وفى مجتمع تقل فيه حالات الإختلاط بين الجنسين وتوضع عليها ضوابط كثيرة منها المبالغ فيه ومنها المتخلف ومنها الصحيح تقل الفرصه لأن تجد شريك الحياة الذي تتمناه أنت أو هي
عقلية البنت الشرقيه بما تحتوية من أفكار عن خطورة الإختلاط وعن سوء أخلاق الشباب وعن الحرام وعن الحلال وعن العيب وعن الأدب وعن قلة الأدب وعن وعن هذا كله جعل الخوف والحرص الشديدين أساس الإختلاط بينها وبين كل شاب مما يمنعها من أن تصبح واضحة أما الشاب ومما يحرمه هو من فرصة قد يجد فيها ما يأمل
الشباب أيضا بمنطقهم الذي يجعل العلاقات مع أي أنثي في كفة والزواج حاجه تانيه مثل ما يقال ويتجوز زي الكتاب ما بيقول بنت إما قريبته وده انتشر جدا أو بيت معارف للعيله او او المهم ان الأساس البنت متربيه ومتدينه وبتلبس خمار وبتحفظ قرآن ومن البيت للجامعه ومن المسجد للبيت وشكلها حلو ومستريحين ماديا وووو من المقاييس اللى ما فيهاش ولا ورد فيها
التفااهم الميل والإنجذاب الحب العقليات المتجاوبه التحضر فى الإختلاف والتحضر بشكل عام
مفيهاش اللى فى الصداقه من حميميه ولا اللى فى الحب من شوق ولهفه
خاليه وبايخه
وغبيه
الأزمه في إنك تلاقي الجوهره الثمينه اللى ما تتقدرش بمال الدنيا فى وسط مجتمع متخلف برجالته وحريمه وأنك تحاول تغير وتدور وتقدر تغير وتلاقي الكنز

04 July 2007

ثومة

كل ليلة وكل يوم أسهر لبكرة
في إنتظارك يا حبيبي
ياحبيبي
فكري طول الليل في ليلك والنهار
كله فـ نهارك ياحبيبي
ياحبيبي
ياترى يا وحشني بتفكر في مين
عامل إيه الشوق معاك؟
عامل إيه فيك الحنين؟
سهرت السهر في عينايا صحيت المواجع فيا كل ساعه وكل ليله وكل يوم
بعد ما اطمن عليك
هايجيني نوم ياحبيبي ياحبيبي
..........
مع بدايات تعلقي بسماع العبقرية أم كلثوم كانت هذه الأغنية الرائعه من أوائل الأغانى التى سمعت
كنا فى شهر يناير الساعه الحادية عشرة مساء موعدنا مع أم كلثوم
النار تثير الدفئ فى محيطها ونحن محلقين فى دائرة حولها وثومة تثير المرح الجميل فى جونا الداخلي
والدائرة تتمايل طربا والأصوات تهمس خجلا مترنمة باللحن والكلمات
وأنا مفكر كالعاده فى سر هذا الإحساس بالنشوة الذي لم أعهده ؟
....
أمل حياتي ياحب غالي
ماينتهيش
يا أحلى غنوه
غنوه
سمعها قلبي ولا تتنسيش
.........
بتحسسني إني فى مصر وقاعد عالقهوه مع أصحابي
معاهم ومش معاهم

29 May 2007

الموت

قدر لنا ألا نعيش الحزن في حينه فنبقي فاقدي الوعي زاهلين عن تلك الأحداث الباكية الى أن تنتهي
وبعدها تسترد الوعي بعد زهول ليته يدوم فتسترد معه الكآبة
تدخل دارا كان يسكنها حبيب
تبحث عنه ؟
فتغوص في بئر من الأحزان ويقطر قلبك دما أسودا بلون الحداد تسأل أين؟ ومتي؟ وكيف ؟ فتتوه تساؤلاتك في غياهب النفس وبين ضلالاتها تسبح .. فتلجأ للعقل تلتمس الراحة والركون لقوة ما فكأنك تستجير من الرمداء بالنار عندها تبدأ إنحداراَ مخيفا تأخذ أعراضه فى الظهور تباعا وكانك تصارع مرضاَ خبيثاَ ومطموس المعالم تكفل بأن يرديك ولا يبقي منك على شئ
تحاول
أن تجد السلوى وتبحث
....
الموت مصيبته الفراق في ظاهره الرحمة احيانا كخلاص لعذاب حياة وبه تتجسد القسوة في عزلة بين الرفاق
من تكون أنت بغير هؤلاء؟
لقد كانوا يمنون علي بالقليل ولكنه لندرته يستحيل بفقده الى كثير وكثير جدا
فلله الأمر من قبل ومن بعد
وله الحمد على كل حال
...............................
من داخل القبر إرتسم على وجهها اطمئنان عجيب يتنافي بقوة مع مكان بشع كهذا فماله هادئ القسمات وكأنه وجه طفلة تنام بأحضان أم؟
عجبا رأيت ولن أنسي كيف إستحالت تجاعيد السنين صفاءا غير مشوب
وكيف انمحت آلام الزمن والمرض بمجرد الموت
المكان مخيف ولكن وجهها يقول إني مطمئنه مستريحه هنا فاتركوني في هدوئي
؟؟؟؟
..........
لا أحد هنا
لا أحد يستطيع
لكني محتاج لأحد
الملاح التائه
29/5/2007