08 May 2008

طريقنا


كنت أشاهده وهو في طريقة كل صباح يتطلع اليها وفي نظرته مزيج عبقري من الإعجاب والحب و الحزن جعل بعينيه بريق قد لا تقف على سره ولكنك حتما ستحتار في تفسيره وتفكر كثيرا فيه
وبنظرة الى هذا المشهد العبقري الذي يتطلع إليه ستشعر بحالة غريبة من الحنين الى الماضي حيث الحياة بسيطة والحب طرح الأرض المستمر يرويه عرق الفلاحين وقطرات الندى ودمعة شوق صبية كتلك التى نراها
تسير بمحازاة الطريق بعودها الطويل الممشوقة وجهها في قبالة قرص الشمس حين تسير متجهة الى الحقل فلا تعرف أهذا الضوء الذي يملأ الدنيا وذلك الدفء الحنون الذي يحيط بها مصدره الشمس حقا أم ذلك الوجه الصبوح ؟
صاحبة الطريق ذات عبقرية الحضور بحياته
حضور لم يكن بقوة الأصدقاء والرفقة إنما هو حضور ذا علاقة بالروح بالدنيا التى يتمناها في عالم الخيال الجميل
كانت خلفية المشهد الرائع من البساط الأخضر إمتداد الحقول المنبسطة ووقفة النخلات ذات الكبرياء التى ترسم حدود هذا الإمتداد كلوحة من أجمل مايكون وعلى البساط ترى شجرة التوت التى تظلل مكان الساقية في مشهد يتكرر عن قرب في أمسيات الماضي القريب فيأخذه الحنين الى تلك الليالي ويقيم مقارنة بين المشهدين فيجد أن روعة الصباح مع هذا الوجه الذي يحبه أجمل بكثير من سكرة المساء في أحضان الساقية فللصباح مزية الشمس بدفئها وإن كان بالمساء يرسم لوجهها القمر صورة لا تفارقه
لا تخالط مشهد الصباح أية أصوات فلا حديث يدور بينها فروعة المشهد تسحب الحديث الى الصمت فيصير أبلغ ولا تسمع إذ رأيت سوى خرير ماء وزقزقات عصافير وحفيف شجيرات الحقول الخضر
وكأنك بالجنة
فمن منا لا يتمناها ؟
ومن منا يستطيع أن يدفع مهر الجنان ؟

No comments: