الظلال باتت أكثر انتشارا فأعطت قدرا من الحرية لسيرهما معا داخل الحديقة ولو أنها وإن لم تكن كذلك فستعبر اقدامهما الطرقات غير عابئة بتحري الظلال فهناك ظلال أهدأ وأطيب تداعب منطقتها النسمات الساحرة دونما انقطاع أو توقف موقعها قلبها المحب وقلبه السعيد .. أما سعادته فسرها لا يخفى عليه فمن هو ذاك الجاحد الحجري القلب الذي لا ينشرح له صدر وتبتسم له دنيا وتزغرد بقلبة أوتار السعادة وبجوارة مي
فمن هي مي ؟
إن قلنا عنه أنه مصر فهي نهر نيله المعطاء الساري والمتدفق في هدوئه البديع ومشيه الوئيد وخيره الوفير وأثره العظيم
وإن قلنا عنه أنه إنسان فهي قلبه الذي يضخ في أنحائه الحياة مع كل دقة ودفقه
وإن وصفناه ببستان فهي أجمل زهره في أجمل شجيرة في أجمل بقعة بأحلى بستان
وان كان أدبا فهي الشعر
وإن كان شعرا فهي أحلى قصائده
وإن كان قصيدة فهي أروع أبياتها جمالا وتعبيرا وحسا راقيا
وان كان بيتا فهي أرق لفظة وألطف كلمة
هي جوهر الجمال وكمال النقص بحياته
أما هو ....فهو مالم تكن هي.... فما هو إلا شجرة وافرة الظلال في بقعة من الأرض لا يمر بها إنسان أو هو كالزهرة الجميلة التى وضعت على قبر بدلا من أن تزين صدر عروس جميلة أو يستخلص منها عطرها الساحر
تناولت بخفة فراشة جميلة نجمة من سماء شجرة الياسمين الممتدة على السور حين سيرهما معا إلى جوارة تمنت لو قدمتها إليه وتمنى لو فعلت لكنها أخذت تداعب وريقاتها البيضاء بأصابعها الخمرية الصافية وبدت كمن تريد أن تهمس لها بشئ ما كمن تريد أن تبوح لها بأمر ما وتطلع إليها يرقب تلك الرقة وهذا التعبير الصامت الجميل ثم استوقفها قائلا
عندما كنت هناك كانت لدي صورة في الخيال وكنت أظن أن مابخيالي أجمل من الحقيقة وكان يداعبني الحلم فأعيش به باحساس متوهم وكنت أرى أن ذلك يسعدني لكني ماتخيلت أن الحقيقة أروع بكثير من الخيال وأنه مهما بلغت مبالغات الخيال ومهما طبعت على النفس من مسرات كاذبه فهى لا ترقى أبدا لمستوى الحقيقة حين تصير ملموسة ومشاهدة ومعاشة لحظة بلحظة وقد كنت يا مي أجمل طيف يداعب خيالي وقد كان لقاؤنا هذا واحدا من أحلى أحلامي لكني كنت واهم حين ظننت أن خيالى جميل فما من جمال كمثل طلعة محياك على مقربة من عين قلبي وما من حلاوة كمثل حلاوة الاحساس بقربك
كان يحدثها همسا وكأنه يحادث نفسه أو كأنه يريد ذلك ليتخلص من حيائة وخجلة وكانت كمن تحلق حوله فراشة ترقص على نغمات الهمس النسيمي
وكان صمتها وحزنها الذي يعاند تلك الفرحة الزاحفه كالشمس المشرقة على صفحة ماء بحيرة عذبة يقف أمامه كمحدث له بلغة لا يجيدها فهو يلتقط بعضا منه مفسرا بشك في الصحه ويجهل البعض حزينا على عجزه عن فهمه واستيعابه فأعاد أمامه ذلك شريط الذكريات الصامته التي جاهد بعناء فيها احساسه المتعب واستجدائه لليأس هروبا إلى راحته المميته في لحظات ضعفه الكثيرة وحزنه العميق
كان يحس أحيانا أنها تريده ألا يصمت فاليقل أحلى ماعنده وليجتهد في الوصول باختيار انسب واجمل وأطول الطرق وكان أحيانا ينساق لرغبتها رغما عنه وحينها تخفت الآلام ولربما سعدت بذلك أو استلذت به وكان هو من يعاني ألما من نوع خاص يجده حين يفكر بأنه يعطي ويعطي ويعطي دون أن ينال شيئا فتصيبة لعنة احساس بالاهانة كمن في بلاط الملكات يطلب ويستجدي ويقدم القرابين و تظن الجالسة على العرش أن في السماح له بالوقوف على الباب منتهى الرحمة أو هو عين العدل بل عين الكرم
الضباب تزيحة حرارة الشمس من أمامها لتوصل للأرض أشعة الضياء وطاقة الحياة لكن القمر لا يستطيع
ومي
هي الشمس التى لها قصة
.............
فمن هي مي ؟
إن قلنا عنه أنه مصر فهي نهر نيله المعطاء الساري والمتدفق في هدوئه البديع ومشيه الوئيد وخيره الوفير وأثره العظيم
وإن قلنا عنه أنه إنسان فهي قلبه الذي يضخ في أنحائه الحياة مع كل دقة ودفقه
وإن وصفناه ببستان فهي أجمل زهره في أجمل شجيرة في أجمل بقعة بأحلى بستان
وان كان أدبا فهي الشعر
وإن كان شعرا فهي أحلى قصائده
وإن كان قصيدة فهي أروع أبياتها جمالا وتعبيرا وحسا راقيا
وان كان بيتا فهي أرق لفظة وألطف كلمة
هي جوهر الجمال وكمال النقص بحياته
أما هو ....فهو مالم تكن هي.... فما هو إلا شجرة وافرة الظلال في بقعة من الأرض لا يمر بها إنسان أو هو كالزهرة الجميلة التى وضعت على قبر بدلا من أن تزين صدر عروس جميلة أو يستخلص منها عطرها الساحر
تناولت بخفة فراشة جميلة نجمة من سماء شجرة الياسمين الممتدة على السور حين سيرهما معا إلى جوارة تمنت لو قدمتها إليه وتمنى لو فعلت لكنها أخذت تداعب وريقاتها البيضاء بأصابعها الخمرية الصافية وبدت كمن تريد أن تهمس لها بشئ ما كمن تريد أن تبوح لها بأمر ما وتطلع إليها يرقب تلك الرقة وهذا التعبير الصامت الجميل ثم استوقفها قائلا
عندما كنت هناك كانت لدي صورة في الخيال وكنت أظن أن مابخيالي أجمل من الحقيقة وكان يداعبني الحلم فأعيش به باحساس متوهم وكنت أرى أن ذلك يسعدني لكني ماتخيلت أن الحقيقة أروع بكثير من الخيال وأنه مهما بلغت مبالغات الخيال ومهما طبعت على النفس من مسرات كاذبه فهى لا ترقى أبدا لمستوى الحقيقة حين تصير ملموسة ومشاهدة ومعاشة لحظة بلحظة وقد كنت يا مي أجمل طيف يداعب خيالي وقد كان لقاؤنا هذا واحدا من أحلى أحلامي لكني كنت واهم حين ظننت أن خيالى جميل فما من جمال كمثل طلعة محياك على مقربة من عين قلبي وما من حلاوة كمثل حلاوة الاحساس بقربك
كان يحدثها همسا وكأنه يحادث نفسه أو كأنه يريد ذلك ليتخلص من حيائة وخجلة وكانت كمن تحلق حوله فراشة ترقص على نغمات الهمس النسيمي
وكان صمتها وحزنها الذي يعاند تلك الفرحة الزاحفه كالشمس المشرقة على صفحة ماء بحيرة عذبة يقف أمامه كمحدث له بلغة لا يجيدها فهو يلتقط بعضا منه مفسرا بشك في الصحه ويجهل البعض حزينا على عجزه عن فهمه واستيعابه فأعاد أمامه ذلك شريط الذكريات الصامته التي جاهد بعناء فيها احساسه المتعب واستجدائه لليأس هروبا إلى راحته المميته في لحظات ضعفه الكثيرة وحزنه العميق
كان يحس أحيانا أنها تريده ألا يصمت فاليقل أحلى ماعنده وليجتهد في الوصول باختيار انسب واجمل وأطول الطرق وكان أحيانا ينساق لرغبتها رغما عنه وحينها تخفت الآلام ولربما سعدت بذلك أو استلذت به وكان هو من يعاني ألما من نوع خاص يجده حين يفكر بأنه يعطي ويعطي ويعطي دون أن ينال شيئا فتصيبة لعنة احساس بالاهانة كمن في بلاط الملكات يطلب ويستجدي ويقدم القرابين و تظن الجالسة على العرش أن في السماح له بالوقوف على الباب منتهى الرحمة أو هو عين العدل بل عين الكرم
الضباب تزيحة حرارة الشمس من أمامها لتوصل للأرض أشعة الضياء وطاقة الحياة لكن القمر لا يستطيع
ومي
هي الشمس التى لها قصة
.............