22 October 2007

الطريق ... 6


الطريق لم يكن مغلفا بالحزن والظلام كله فقد كان ولايزال به أشياء أخرى به أفراح هلت كنسمة صيف لطيفه على ربوع القلب وبه بسمات أشرقت لها العيون وإبتهج بلقياها الصدر والأعظم أن به من حسن تدابير القدر مالم يكن من نصيب غيري
أمور فى مجملها تخلق بداخلك حالة من الرضى وقد يرقى الرضى الى أن يصبح سعادة
أسرة طيبة ووالد ذو مكانة إجتماعيه تشعرك بالفخر وتخصك باحترام ورعاية الآخرين
وأم وفية تحترم واجبها نحو بيتها قدر استطاعتها
وأخوة على اختلاف توجهاتهم ورؤاهم الا انهم أحبه
ماديا لم تكن هناك ثمة مشكلة
والحياة تسير في خطى هادئة تتشابه فيها الأيام لكنها لا تمر دون أن تشغل العقل بالتفكير تنظيرا ومقارنة وتمنى
تطلعا لمستقبل وتذكرا لماضي
فى سنة 1999 تحديدا فى اليوم السادس من شهر سبتمبر توفى جدي رحمة الله فكان موتة سببا رئيسيا لطبعة الحزن التى تغلف قلبي ذكرته أو لم أذكره . كنت وقتها فى بداية العام الأول فى المرحلة الثانوية وفي صباح يوم الإثنين كنت أجلس بين يديه أنظر الى جبينه الندي بعين متطلعه الى التفاتة تنبئ بصحوة فإفاقة فابتسامة فضمة أشتاق إليها منذ وقت مرضه ولا تمر دقيقه حتى أقبل يديه وجبينة بقلب وجل حتى أتت لحظة التشتت فانتابنى الفزع لرؤيته يحتضر ويصارع ذلك المجهول الخفي وحده ولا منقذ له ولم تمض لحظات حتى هدأت العاصفة وحل مكان الصراع سلام وسكينة وإبتسامة رضى تطمئن من يحب
رحل هو وبقي لنا الألم والحنين لنبع الحنان والحب الذي فُقد
لم يكن رحمة الله مجرد جد بل كان حبيب القلب الذى تذوب على صدره وبين ذراعية الهموم والأحزان
بدأت المرحلة الدراسيه الأصعب التى يتأهب لها الجميع إلا أنا فقد استقبلتها ببرود وإحباط كان سببه الرئيسي الكسل والإستكانة لراحة اليأس فلا جديه إلا فى حالة نفاذ الوقت ولا عمل إلا للإنجاز السريع الغير مسموح بالتقصير فيه ولإرضاء الأهل وحفظ ماء الوجه
بين زملائي كنت أظهر تفوقا في وقته وباقى الوقت كانت الدعابة والمزاح سيد الموقف فى المدرسة والدروس الخاصه
وفي تلك المرحلة التى لم نخرج فيها بعد من طور المراهقة كان هناك حكايات تحكى عن حب بين هذا وتلك فانتبهت لتلك الكلمه كل أحاسيسي المختزنة مفكرا فى المعنى الحقيقي ومستفسرا عن مضمونها وناظرا لحال من يدعونها فوجدت الآتى
شعار تلك المرحلة هو الإنجذاب الجنسي وفقط بين إثنين ونظرة منحطة للأنثى دعمها الحظر والتقييد وحرمة الإختلاط التى حجبت عن عين المحب مصادر الجمال الأرقى في ذلك الكائن الساحر ( المرأة ) فيجبرك الوضع على الإعجاب فقط بما تشاهد وتسمع إن سمعت وما ذلك إلا الجسد الممشوق والصدر الناهد والخصر العليل والعيون الجميلة الساحره والصوت الرقيق الأنثوي
أو
يبقى لك خيار آخر
أن تتخيل الأجمل والأرقى من قلب طاهر وعقل راجح ومنطق سليم ورحابة صدر وأخلاق تحترم ورقى ذوق يقدر
فاخترت هذا الحلم والخيال حتى ماعدت أستطيع أن أقبل الواقع الآن فجنيت على نفسي وصدمت وبعناد ما ودعت الخيال والحلم لحظه
وبقي عندي أمل
..
.
أحبائي
غيابي عن صفحات مدونتى له أعذار بقيت تعذبني طوال هذه الفترة وقد تستمر لكن يبقى لى فقط أن أعترف بين يديكم أننى لا أشعر بوجودي إلا بينكم أرسم صورتي بالكلمات لتروني
فكيف رأيتموني هذا هو السؤال؟
لكم مني كل الحب
..
الملاح التائة
الدوحة 22/10/2007

7 comments:

Anonymous said...

ربنا يوفقك ويرزقك بالزوجه الصالحه ويرحم جدك وجدى اللى فكرتنى بيه مع إنى أصلا مش بنساه بس فكرتنى بلحظات مرضه ووفاته

الملاح التائه said...

نورتى البلوج
وسعيد بتشريفك وتعليقك جدا
ربنا يرحم موتانا
ويرزقنا الرضى بقضائه

شيماء الجيزى said...

تعلم اننى فى حياتى كلها لم اقابل رجلا مثلك
وتعلم ايضا انك صاحبى الفكرى

موت مصارد الحب والحنان
ارهق احاسيسك
اتعبها

انظر إلى ايا الطفل الضائع
وتعلم
وليبقى هذا كودا خاصاً بيننا

دمت فى حب

عاشقة الوطن said...

وبقي عندي أمل

هو ده الكلام

تحياتى ليك ياملاح
ولأمل تحية خاااصة

الملاح التائه said...

شيماء الجيزي
صديقتي الطيبة
أزمتى الحقيقه فعلا أننى لا أتعلم

الملاح التائه said...

عاشقة الوطن
لا تصبح لحياتنا معنى ياعزيزتي
مالم يكن الأمل موجودا
تقبلى تحياتي
ودمتى بخير

Anonymous said...
This comment has been removed by a blog administrator.