27 January 2008

الطريق .... 13



المشاكسة واحدة من الأزمات الجميلة في حياة صاحبنا لم تكن تقبل مطلقا بأي من التصورات التي يطرحها رافضة على طول الخط معترضة دائما لكن حينما كان يغازلها يجد كم هي مستمتعة إلى حد بعيد بحلو كلامه وإن أبدت تمنعا ظاهريا واعتراضا بنكهة الحياء الأنثوي الجميل ما كانت هذه تمثل لديه حبا حقيقا فقط كانت مرحلة انتقال ضرورية ودرسا علي يد تلميذة أفاد أكثر مما أضر
وهناك دائما مرحلة اختبار يجب أن تمر بها أي علاقة بين اثنين وقد كانت أنا المختبر بكسر الباء لهذه المشاكسة المدعية فاكتشفت حقيقة ادعائها
ورغم ذلك ظل على علاقته بها وظل يحاول أن يصل إلى قلبها أيضا !؟
لكن لحظة صدق منها جعلتها تقرر القطيعة للأبد فانتهت حتى الزمالة بينهم
لم يحزن
لأنه لم يحب
فقط فعل ما أرادت وظل عاما كاملا لا يربطه بها أي اتصال بأي شكل من الأشكال
فوران العاطفة كان سببا رئيسيا لكثرة المكافآت التي توالت على صاحبنا من صديقاته وكان حينما يحصل على أحدها يسأل نفسه هل يجيد تفسير الأحاديث ؟
من غرائبه أنه حين يقرأ ينصت وكأنه يسمع ويتخيل وكأنه يرى فاعتماده الأكبر على تفسيراته ولكن يبدو أنه فاشل في تفسير الأحاديث
وليس هناك دليل أقوى مما حدث له على مر ثلاث سنوات بداية بأمل ومن قبلها وحتى اليوم
كانت أسرع العلاقات بداية فنهاية هي علاقته بتلك المشاكسة ومعظم علاقاته لم تمتد لأكثر من شهور مما يؤكد ما يلمسه بقلبه أنه حقا لم يحب واحدة ممن مررن عليه وظن أنه يحبهن إلا من سيأتي الحديث عنها
كثيرا ما شعر برغبة في القرب من هذه أو تلك لكنها رغبة عارضة فقط رغبه حتى ظن سوءا بنفسه لكنه وجد عالم من البشر فعل ويفعل مثله ومنهم من تعدى حدود الرغبة إلى الانحطاط ولم يقنع مثله بالخيال ولم يحاول كما حاول أن يصبح للرقي والتحضر حضورا في علاقاته
أتراه كان خاطئا إذ يحاول ذلك ؟
.............
المجادلة بالباطل
حقيقة لا أنكرها أنه لا يوجد أحد من حقه أن يحتكر الصواب ويدعيه ملكا له لكن هناك شيء اسمه الاتفاق على الرأي وهناك أيضا ما يسمى باعتماد رأي الثقات من أولى العلم
وقد قيل فيما سبق إذا قال لك أحد أنت حمار فلا تصدقه أما إذا قالها لك اثنان فاشتري لنفسك بردعه
وهذا دليل لا مجال للشك فيه على أن الأغلبية دائما وليس مطلقا تملك الصواب وتحكم به
لكنك تفاجأ بنوعية من البشر غريبة الأطوار فلا هي تملك علما يبرر لها ما تفعل ولا هي تملك مرونة تجعل من الممكن أن تتحاور معها فتصل في نهاية الأمر إلى حوار مجدي ونافع يوصل إلى نتيجة وإن كانت سلبية هذه الفئة العجيبة من البشر جامدة متحجرة العقل كأن جمجمتها حاوية لمواد غير قابله للتجدد ولا التغير ولا حتى التحول ثم الأدهى والأمر أنها عنيدة فلو صادف الكلام لديها وفي قرارة نفسها اقتناعا به تأبى الرضوخ أو الاعتراف بصوابه
قد يفسر ذلك على أنه ثقة متضخمة بالنفس وفي غير محلها أي لا تعتمد على أرضية ثابتة ومبررات قوية
أو سمه غرورا
أو سمه إن شئت غباء
لكنه على الإطلاق ليس له مبرر حميد
إن الله تبارك وتعالى حينما وجد موسى عليه السلام يظن أنه لا يوجد على الأرض من هو أعلم منه أراد أن يعطيه درسا في التواضع فبعث له من هو أعلم منه يعطيه من الدروس والعبر والعظات ما استغربها واندهش لها عقله وهذا موسى النبي المرسل وليس واحد منا
فلنتواضع قليلا ولنقل لأنفسنا دائما أننا نحيا لنطور من معطياتنا ونجدد أفكارنا باستمرار إلى الأفضل
....
أعجب حب
من السهل علي أن أكتب مأساة تجعل دموع القراء تتوالى بلا انقطاع ولن أجد صعوبة ما في أن أصف سعادة قلب وابتسامة دنيا فتشرق في عيونكم شمس ابتسامة
لكن حين أكتب عن هذا الحب أجد ورطة الكتابة فأردد خلف نزار كلماته
الآن أعرف مأزق الكلمات
أعرف ورطة اللغة المحالة
وأنا الذي اخترع الرسائل
لست أدري .. كيف أبتدئ الرسالة
هل أبدأ بالكلام عنها وهل أضمن إذ حاولت ذلك ألا يخنقني العجز ؟
هل أروي لكم قصة التوحد ؟
هل أحكي لكم ورطتي التي لا أدري منها كيف يكون الخلاص ؟
إن حبها قدر ليس منه هروب ولد كما الطفل فكانت له أما ليس في الدنيا أحن منها ولا أكثر منها طيبة قلب ونقاء خاطر وهو كما لطفل أيضا متعب لمن حوله رغم استمتاعهم به
هذا الحب النقي الجميل ما كان وليد صدفة أو كما يقولون من أول نظرة ولم يكن بلا مبررات وبلا منطق ولم يكن أرضيا مطلقا
انه حب وضعت نواته يوم كان أول لقاء بيننا بعد حديث غيبي وتعارف سطحي ثم كان اليوم الذي التقيت فيه بها لم أكن أعرفها فسألت أين فلانة ؟
حين علمت أنها هي وددت لو تقدمت نحوها محييا إياها أعرفها بنفسي وأتحدث معها قليلا لكن كل إنسان غيري يستطيع أن يفعل ذلك أما أنا فالخجل يقيدني إذا حدثت أي أنثى وجها لوجه ، كان يجب أن أفعل ذلك لكن مر اليوم كله ولم أتحدث معها ولا مع غيرها اللهم إلا ردا بكلمة تقال باستحياء أو إجابة لسؤال موجها لشخصي
وتعددت بعد ذلك اللقاءات ولم يكن في أي منها حديث يخلو من الارتباك والخجل لكنها لم تخلو من نظرة تأمل لهذا الكبرياء وتلك الطيبة أسرقها بين حين وآخر من بين الحاضرين
وتمر الأيام وكأنها حبات من اللؤلؤ تتجمع في عقد المحبة بيني وبينها بناء يعلو جميلا في علوه عجيبا في إنشائه كل خطوة تسير به نحو السماء كانت مبررة ومنطقية لذلك فهي غير قابلة للإحلال
زاد مع الأيام اقترابنا وكلما اقتربنا زادت أرصدة المحبة التي تنمو باكتشاف الجمال عبر خط الزمن كل يوم يأتي لي بجديد عنها وجميل كل يوم تشملني بمحبة وعطف وحنان لم اعتد عليه من قبل كل يوم أشعر فيه كم نحن متشابهون لدرجة قد تدهشنا أحيانا فتردد سبحان الله وأقول أنا برجاء يا رب
وأسأل نفسي آلاف المرات
ما هي غاية الحب ؟
..... يتبع

4 comments:

Anonymous said...

بوست أكتر من جميل
بلغتك رأيى وأتناقشنا

بس حبيت أقلك هنا
go on

عاشقة الوطن said...

السلام عليكم

ازيك ياملاح
الطريق جميل وكل مافيه من حلوه ومره جميل برضه
كل حاجة انت مريت بيها اكيد لازم تتعلم منها
وتعرف الغلط ايه وتتعلم منه
وتعرف الصح فين وتعمل زيه


الحب أمر واقع
وزى ما بيقولوا ان ملقتش الحب دور عليه
ياترى مشاعرنا بجد بتبقي صادقة لما بنحب وللا هى بتبقي لحظة محتاجين فيها لحد يبقي قريب مننا

وللا هو استمتاع بشئ وخلصنا على كده

وللا ياترى الحب هو عطاء للى جاى عشان هو يستاهلنا بجد
ياترى كل وواحد ممكن يدور على الحب وهو مش عارف آخرتها ايه
وللا ممكن فعلا نلاقي الحب واحنا برضه لسه بندور على حاجة احنا مش عارفين هى ايه

طيب لما بنلاقيه ليه بنحس ان فيه حاجة مش صح ولازم نعيد النظر من تانى

الحب شئ جميل ممتع
الواحد بيحس فيه بانه مالك العالم باللى فيه
بس فى حالة ان الحب بين اتنين بيحبوا بعض بجد
عاوزين يسعدوا بعض بجد

الحب خطير جدااا
لان فيه حب متبقاش عارف اخرته ايه
وفيه حب للاسف لازم يتحطله نهاية وممكن متبقاش سعيدة
وفيه حب يبقي وهم للحب

فيه ناس بتحب وفيه بتتحب


انا اتكلمت كتر والكلام مالوش علاقة ببعضه تقريبا

بس الموضوع ده محير فعلا والكلام فيه ممكن يبقي مالا نهايه

ولا ايه ياملاح

تحياتى لمواضيعك الخطيرة
واسلوبك الرائع والجميل فى الكتابة

الملاح التائه said...

أختنا في الله
شكرا على تعليقك الطيب الرقيق
وتقبلى أرق تحياتي

الملاح التائه said...

عاشقة الوطن
الحب باختصار هو حلم مشترك وتصور بيتفق عليه اتنين
وبيلاقو ان حلمهم ده هايحقق لهم السعاده
وبيجدو ان في امكانهم تحقيقه
عاطفة الحب في حد ذاتها بتحمل مضامين كتيره
بيتهيألى منها وأهمها إن كل طرف بيلمس الإهتمام بيه من الطرف التاني
ايه دليل ان الأم بتحب إبنها
مش الإهتمام؟
والرعايه؟
والتحمل أو التضحيه من أجله؟
نقيس على كده بقى مشاعرنا ناحية الآخرين
لو بنلاقي نفسنا بنهتم بالشخص
بنرعاه
بنتحمل عشان خاطره تعب وأرق وهم
بتسعدنا ضحكته
وبيبكينا حزنه
بنحب دايما نكون قريبين منه
بنتمنى له كل خير مهما حصل منه
لو كده يبقى ده اسمه حب
وكل شئ نسبي
والحب درجات
...............
منورة الصومعه دايما
أرق تحياتي