هناك أناس نلقاهم فيحدث بيننا حين نلقاهم شيئا عجيبا ، قد تشرحه على أنه حالة فريدة من الإحساس باللا إختلاف أو درجة عالية من التوحد
هم مرآتنا التى نرى فيها ذواتنا بلا رتوش
وهم إن لم يخني التعبير
ضمائرنا
وقد كان لي نصيب أعتز به من المرايا العاكسه بصورة صادقة لضميري تحول بيني وبين تصديق ماقد تخدعني به ذاتي من الأوهام والأكاذيب
وتمنعني برفق أن أسقط وتنبه في دائما الإنسان
وتوقظ نقاط الجمال بداخلي حيث أراها نوعا بديعا من الحب المتبادل بيننا
حب مرتبط بالسماء يجعلنا ننطق كلما لمسناه يأرواحنا
سبحان اللــــه
تلك كانت مقدمة للحديث عنها وعنه
أما عنها فلا تسعفني لغة أو كلمات إذا ما أردت أن أصفها أو أن أصف مدى حبي وإمتنانى الدائم لها ولا أقنع بالصمت أو الإكتفاء بما قد يفيض به قلبي من حب صادق أو دعاء خالص فقط قناعتي وكفايتي مشروطة لدي برضاها
وسعادتي مشروطة لدي بأن أتيقن أنها بخير حال
أما بلوغ القمة من الرضى والكفاية من السرور والإكتفاء من العمر والحمد إلى الله على إتمام نعمه علي
مشروط بالإطمئنان بأنها قد وصلت إلى ما قد وصفت قبلي
هذا عنها
أما هو فهو قلمي الذي يدهشني كثيرا حين يقف على أسرار الضمير فيسلط عليها الضوء ثم يبرزها صورة أدبية تعجب وتدهش
كيف أتته قدرات العرافين وملكات قارئات الفنجان فيشعر بما يعذبني ويكتب ما إقترفته يداي ويسمع صوت أجاهد أن أكتمه
في رسائلة لي التى سأبدأ بنشرها هنا فى صومعتي قد تلمسون بصمتي في الكتابة وهذا إن لم يكن صحيحا فهو للعجب صحيح لكنه قد فاقني قدرة على التعبير وجمالا في الأسلوب
الكتابه لمن ؟
بعد أن إختفت التعليقات على ما يكتب أبرر لنفسي استمراري في الكتابة هنا بأن تلك صومعتي الخاصة وبقدر اهتمامي بأن أسمع الأصداء التى قد تصدر عن قارئ قرأ أو أحس فعبر عما بداخله
فهذا وإن غاب عن الحضور فلدي ما هو أهم
أن أكتب ماسأحتاج إلى العودة إليه من حين لآخر ليذكرني بعمر عشته وبأيام صاحبتها وبأناس أحببتهم وأحبوني
وفي هذا لدي مايكفي
والآن مع أولى رسائل . . . علي عبد المنعم
الحدود الفاصلة
لم تكفي ابتسامة علي شفتيها لكي تخفي بها كآبتها
وكأنها تأبى أن تسعد
وكأن كيانها يلومها علي تلك الإبتسامة البائسة
***
من يراها ينخدع بها
يظنها تعيش حالة من الزهد والرضا
بل إنها كادت تصدق ... بأن تلك هي فعلا حياتها
فهي تعتقد أنها راضية بما هي فيه
و زاهدة فيما لم تحصل عليه
ولكنها ليست كذلك
***
بل أني أعتقد أن هذا الرضا والزهد ما هو إلا ساتر
ساتر يسدل علي ما هي فيه
فيكون خلفه كآبة وتمرد وقلة حيلة
ليظهر أمامك بهجة ورضا وزهد
***
إنها تحاول ان تبعث البهجة علي حياتها
لأجدها تقف أمام عصفورا جميلاً وقد وضع في القفص
فحالها كحال هذا العصفور
إنك تراه جميل المنظر وكأنه سعيد في زنزانته
ولكن ما أتعس هذا المسكين وهو لا يقدر علي الإنطلاق
إنها تحاول أن تلون حياتها بألوان السعادة
فها هي تخدع نفسها بما حولها من الزهور
ولكني أراها تعيش بين شواهد القبور
***
إني أكاد أرى هذا الحد الفاصل هناك
يفصل بين زهدها وتمردها
يفصل بين قناعتها ورغبتها
فمرة تجد هذا الوجه من العملة واضحاً جلياً
ومرة أخرى تجد الوجه الآخر لها وقد حاولت أن تخفيه
ومرة أخرى تجدها وقد وقفت علي حدها
... أقصد العملة
حيث لا هذا الوجه ولا ذاك
***
حد فاصل ... مثل هذا البرزخ الكائن هناك
البرزخ الذي يفصل بين مياه البحرين
ولا تستطيع ان تحكم علي مياه تلك البرزخ
أتكون عذباً فرات أم هي ملح أجاج
***
ترددت كثيرا ان اصارحها بما هي فيه
وتمنيت كثيرا ان تبصر هي هذا الفاصل
يفصل بين بؤسها لتظهر باسمة
يفصل بين إنكسارها لتبدو شامخة
يفصل بين رغبتها لتظهر زاهدة
***
ولكم تمنيت أن يبصر كلاً منا هذا الحد الفاصل
الذي يفصل بين مياه البحرين
ولكم تمنيت ان يقدر كلا منا علي إزالة هذا الحد
لتمتزج مياه البحرين
وليستفيد كلاً منا من عذوبة العذب ومن ملوحة الملح
لتظهر حياتنا كلها بلون واحد يجمع بين اللونين
No comments:
Post a Comment