28 August 2007

الطريق . 4



ن ننسب أسباب أخطائنا إلي غيرنا لكي نبرئ ساحاتنا ونلقي شبح المسئولية الضميرية من على صدورنا وهكذا نريح ذلك العضو المعذب بداخلنا المسمى بالضمير ، لكن ... مقدار النفع رغم ثقل وزنة ضئيل


فراحة الضمير ليس بعدها علاج للخطأ وتصحيح للمسار وتلبية دافع ملح ينادي باستمرار


بأن عاقبوا المخطئ الحقيقي حتى يستريح المتهم زورا بالخطأ


وتلك هي المأساة الحتمية والتى لا يتحمل مسئوليتها فرد على الإطلاق


هي جريمة بغير متهم رغم حضور كل أطرافها و حكم غيابي على حاضر ومع وقف التنفيذ وبدون علم المتهم ومع بقاء الظلم واقعا على المجني علية


هل رأيتم ذلك من قبل ؟


أنا واثق من أنكم جميعا رأيتموه وعشتوه وإنتابت عقولكم حيرة لكنها امور نسبية فمدي ما يترسب في قلوبنا من مرارة بكل تأكيد مختلف في مداه وعمقة وتلك رحمة من الله


شئ آخر في هذه القضية مثير للعجب


وهو أن المجني عليه يحب المعتدين وهم أيضا لا شك يحبوه فإذا ماتدخل فى القضية سقراط أو أرسطو كمستشارا يقف على حل اللغز ويتعقب خيوط الجريمة ويتتبعها الى أن يصل الى المصدر، هدمنا بعضا مما إتفقنا عليه سابقا وبات المجني عليه جاني والمعتدون في ساحة البراءة يطلبون حقا من معتد أشد بطشا وظلما يطلب هو بالتبعية تدخل المستشارون في القضية لمزيد من البحث والتمحيص


فتنقلب الأوضاع وتتشابك الأطراف وتتوه هيئة المحكمة في ظلام متشعب متغلغل لايبشر بظهور دليل أو رؤية حقيقة ثابته
شئ واحد يخرجنا من هذه الأزمة هو أن نحاول صادقين أن ننساها وقد فعلت ذلك هي أو هي قد غيرت نظرتها نعم هي غيرت نظرتها في القضية وللقضية فانقلبت من ساخطة الى محبة ومن بشعه الى رقيقة ومن مظلومة ومتهمة غيرها بالظلم والتقصير الى مسالمة وادعة


أما أنا فلم أفطن الى هذا الحل فى ذلك الوقت فظللت أنتظر الحكم في قضية بلا قاضي أو كما وصفتها سابقا ومع طول الإنتظار وإقتراب لحظة التحول كانت حياتي في مرحلة الإنتقال السلمي الذي لا أدعى أنه سلم من الخسائر لكنه أيضا أفادني كثيرا فاهدانى بمزية غيرت شيئا بداخلي في إعتقادي أنه للأفضل ويخص تكويني العقلي والفكري


أما العاطفي والحسي ففيه كانت الخسارة التى ترسبت فى الأعماق تاركة ماتلمسونة دائما في ما أكتب من حزن لا تعلمون سرة وبيدها هي فقط أن تداوية وتمحو أثرة من أعماق القلب فتبتسم الحياة من جديد وتشرق شمس الأمل منادية للسعادة والحب الصادق فيلبون ندائها رحمة بي


أقول أن هذه الرغبة وهذا الشئ المفقود شكّل وما زال معاناة لدي تنتظر أملا من الرحمة أن يتحقق فإذا ما أبى أن يصير واقعا لا قدر الله ذلك فسوف يبقى الملاح تائها ضائعا يعاني وحده مالا يفهمه المحيطون به والمدعون لمحبته


وبعيدا عما سبق وعن القضية المحيرة والحل الرائع المسالم


هناك كثير من القضايا معلوم جيدا أطرافها ومعروف فيها من الجاني ومن المجني عليه وهاهو القاضي يدخل قاعة الحكم ويجلس في شموخ على كرسية الفخم يحيطه مستشاروة ويبدأ بتلاوة الحكم فى القضية مستبعدا عين الرحمة من صدر العدالة فيحكم بالعدل بعقاب قاسي لا يتوافق مع حجم الجرم وأيضا لا يعدل بين المتهمين فى توزيع العقاب ، ذلك النوع من القضايا يدعونا الى التفكير في شخصية القاضى وأن نتأملها جيدا!؟

...

يتبع

10 comments:

حياة الأحلام said...

البوست ده كلامه كبير أوى وأنت عارفنى مش ليه فى الكلام الكبير أوى ده بس قريته كذا مره علشان أقدر أعلق
ومع ذلك مش هعرف أعلق بكلام يتوافق مع الكلام اللى أنت كاتبه الثقافى
بس عموما فعلا فى ناس بتنسب الخطأ لغيرها علشان تريح نفسها ..بس ده مش حل لآنها هتفضل فى نظر الناس هى اللى غلط
وفى قضيه المتهم والمجنى عليه فلازم الآول كل واحد يفكر هو من وجهه نظر اللى حواليه متهم ولا مجنى عليه قبل ما يفكر هو من وجهه نظره أيه
وقبل كل ده يفكر هو قدام ربنا متهم ولا مجنى عليه وهو ده القاضى اللى المفروض كل الناس تلجأ ليه واللى هو أساس الحياه كلها
أتمنى أكون قدرت أقول أى حاجه لآن أنت عارف أنى ما بعرفش أقول كلام كبير
تحياتى لثقافتك وطريقتك فى الكتابه الموهوبه جدا
ومستنين بقيه الطريق الطويل اللى كل واحد مننا بيشوف جزء من طريقه فى طريقك
تحياتى

الملاح التائه said...

بالعكس ياصديقتي كلامك أظهر فعلا مدي فهمك للموضوع ولفتى نظري لحاجات تانية ماكنتش بافكر فيها
منها إختلاف الرؤى بيننا وبين الآخرين في الحكم على شئ ثابت فى الأصل
وأجمل كلماتك على الإطلاق
هي التفكير في موقفنا أمام الله
هل نحن جناة أم ماذا؟
أسعدني حقا هذا التعليق
وأتمنى ألا تغيبي عن صومعة الملاح
دمتي حالمة

مهبول ومهبوله said...

انا دخلت ياسيدي الطريق الاول تهت
الطريق التاني برده تهت
طيب قولت الثالث الحل تهت اكتر
لابد من اني اجازف وادخل الطريق الرابع لاقيت حمله تقولي رخصك فقولت اخده من قصيرها واهرب بدل ما اتقفش
اصلي مش معايه بطاقه

تحياتي لاسلوبك الراقي ليس الكل يفهم الكلام ولعلك تفهم كلامي
مهبول

الملاح التائه said...

مهبول
توهت فى ال 3 طرق وبزياده في كل مرة
وفى التالت لاقيت الحمله تقولك رخصك
وأنت مسكين زيي
مش معاك بطاقه
إحنا الإتنين بنحاول نهرب من الكمين
بس هايتقبض علينا
ولازم
لازم
لازم
مبهولة تيجي تضمنا
على الله تكون وصلت
قلبي وربي غضبانين على بتوع السجل المودني اللى معطلين بطايقنا
نورت صومعة الملاح

حبيبة الرحمن said...

السلام عليكم

البوست كالعاده نفس الاحساس بتاع كله مره فى قرايتى مواضيعك بس فىالبوست ده الاحساس زاد كان الاول غموض فى كلامك بس انا مدركه معانيه

لكن المره ده الغموض زاد لدرجة ان انا فعلا توهت الله يكون فى عونك

بس بالنسبه لموضوع الخطأ

ساعات بتحصل مواقف مع الناس ماتعرفش مين اللى غلطان فيها انت ولا هما وفعلا بتختلف فى مقياسها من ناحيه العقل والعاطفه

فى حاجات من ناحية العاطفه صح جدا لكن من ناحية العقل غلط جدا والعكس

بس اكتر موقف انا احترت فيه

لما يبقى شخص عمل لك حاجات كويسه اوى ماتقدرش تنساها وفى نفس الوقت عمل حاجات جرحتك وضايقتك اوى بردو ماتقدرش تنساها هتلاقى عندك فى تناقض كبير فى حكمك عليه وفى حكمك ايه الغلط وايه الصح

لان من ضمن الحاجات اللى ضايقتك حاجات مفيده ليك

مابتبقاش عارف تحب الشخص ده ولا تكرهه تفتكره بالخير ولا بالشر ومش عارف كل ماتفتكرله خير تلاقى الحاجات اللى ضايقك بيا جت قدامك والعكس بجد شعور سئ جدا

واتمنى اكون فهمت الطريق الرابع شويه ولو مافهمتوش من كلامى ياريت توضحه اكتر علشان فعلا فلسفتك وكلامك مفيد جدا للى يفهمه

منتظره تعقيبيك على كلامى :)


:) تحياتى للموهوب

ahmed mefrh said...

موضوع جميل جدا
بصراحه ننتظر الباقى منه على اهبه الاستعداد و يا ريت تكون كل المدونات ليها موضوعات هادفه يخرج منها الزائر بفائده
سعدت بالزياره
ابو مفراح

الملاح التائه said...

kitty
ساعات بتحصل مواقف مع الناس ماتعرفش مين اللى غلطان فيها انت ولا هما وفعلا بتختلف فى مقياسها من ناحيه العقل والعاطفه
فى حاجات من ناحية العاطفه صح جدا لكن من ناحية العقل غلط جدا والعكس
........
ده باصديقتي بعيد عن الموضوع فانا مابينت اني اقارن بين حكم العاطفة والعقل
لكن وضحت أن خسارة الطريق كانت أكثر في تكويني العاطفي بالسلب
اما العقلي والفكري فكانت فيه الإفاده
..
مابتبقاش عارف تحب الشخص ده ولا تكرهه
كده وصلتي للزتونة ياكيتي
برافو عليكي
هو بالظبط التناقض
والإحساس بانعدام الإحساس
نورتى الصومعة

الملاح التائه said...

ابو مفراح
انا اسعد بزيارتك
وبكلماتك
ومتشكر جدا لتعليقك
دمت بخير

حبيبة الرحمن said...

هييييييييييه

انا سعيده جدا ان انا وصلت لزتونة الموضوع بعد ماكنت حاسه ان انا مابفهمش حاجه من الكلام الكبير ده

بس الزتونه دى احساسها وحش اوى احساس التناقض ده محير جدا وصعب وغريب وحاجات كتير ماتتوصفش وخصوصا ان انا جربت الموقف ده

الله يكون فى عونك

ويوفقك ويسعدك

تحياتى لأخى الأكبر الموهوب

الملاح التائه said...

kitty
للدرجادي كلامي مبهم وغامض
لدرجة إنك تكوني مبسوطة كده انك فهمتي
أنا باقول ألغاز ولا ايه ياجماعه؟
انتى ياكيتى رصدتى النقطه الأهم فى الموضوع
عشان كده وصلتى
تناقض الشعور
وفى نفس الوقت عذاب الحيرة
وده ممكن عشان زي ماقلتى
عيشتيه قبل كده
كيتي
تحياتي