ما معنى الغرور ؟ هل هو التكبر على الخلق بالاعتقاد أنهم أقل شأنا وأدنى قيمة ؟ أم هو نفي سوء النوايا عن النفس وإن أسائت التعبير أو الفعل كدفاع دائم يحمل معنى التنصل من الخطأ ؟
هل هو حب الذات والاهتمام لها فتصبح محور حياتك فحزنك العظيم من أجلها هي وفرحك الأغلى لها هي ؟
هل هو الإعجاب المنصب على نفسك شكلا وموضوعا أو على أحدهما بشكل يعوض تجاهلك أو نقص ما لديك من للآخر!؟
هل هو الشعور الدائم بالظلم من الآخرين وبخطأهم وسوء نواياهم أو ظنونهم؟ مما يحمل تعظيما غريبا للنفس في صورة عجيبة!؟
أولو كان هذا هو الغرور فعكسه يصبح التواضع ؟
وما هو دونه يصبح الدونية والاحتقار للنفس ؟
قد يبدو الأمر صعبا لكني سأحاول .. الغرور صفة قائمة على ما أظن داخل كل منا ولها أشكال عديدة قد تكون مستترة في الإحساس بالظلم ففي هذا معنى أن الأنا هي محط نظرك ومبلغ همك وشغلك الشاغل ، وقد يأخذ شكل إتهام الآخرين بالجهل والتخلف مما يحمل معنى أن من يحكم هو الأعلى والأعلم ، وقد يكون في صورة إتهام النفس بما ليس فيها !؟ نعم قد يكون من أشكال الغرور المستتره أن تتهم نفسك زورا بما ليس فيك لتصيح فيك الأفواه التى تراك وتحبك بالعكس وقد تبالغ من فرط حبها لك بأنك جميل وطيب القلب وذكي ومثقف وصاحب شخصية قوية ولطيف للغاية ثم تنتشي طربا بذلك المراد وقد يذهب بك الغرور إلى تصديقه !!؟؟
جميعنا يحمل من الغرور صورا مستتره وأكثرنا غرورا أكثرنا هجوما على نفسه وتعديا عليها
وأكثرنا غرورا من يحمل عن الآخرين تصورا بأنهم جناة أو مخطئون بحقه
أكثرنا غرورا من يدعي حب الآخرين أكثر من ذاته لدرجة أنه ينسى ذاته في خضم عشقة وغرامة بالآخرين
ويقول عفيف الدين التلمساني
أحلى الهوى أن يطول الوجد والسقم
وأصدق الحب ما حلت به التهم
كل حب حتى حب النفس
وأعتقد أن هناك ارتباط وثيق بين الغرور و خيال الإنسان الذي يصور له أشياء أغلبها أمنياته التي لم تتحقق بعد وإن كان الأمر كذلك فالأصلح أن نكشف الغطاء لنرى الواقع ونصغي بإهتمام وبرغبة فى المعرفة إلى صوته الصادق فماذ يقول ياترى ؟
يقول الواقع أن كل شئ نتمناه هو بالضرورة مرتبط بآخر أيا كان الآخر إنسانا أو مجموعة من الأشخاص لا تتم بدونهم تلك الأمنيات ثم أن الناس تختلف في طريقة تفكيرها باختلاف معطياتها وخلفياتها وأيضا تطلعاتها ولذا كان الطريق ولا يزال مليئا بالعقبات
تلك العقبات جميعها قد تنتهي بقناعة الإعتقاد بأهمية الحوار المبني على العقل والمقام على رغبة في الوصول إلى نهاية مرضية لجميع الأطرافوذلك سواء أكانت النهاية حدث أو كانت قناعة جديدة
يبقى الضامن هو المشكله
ضامن الحرص على إتمام الحوار حتى نهايته
صمام الأمان لحفظ الأشياء الثمينة التى نحرص عليها باقية
No comments:
Post a Comment